وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 314 ] رأيا ولا مقياسا حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله، وفي ذلك دليل لكل ذى لب وحجى، إن أصحاب الرأي والقياس مخطئون مدحضون وإنما الاختلاف فيما دون الرسل لا في الرسل، فإياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين: إحديهما القذف بما جاش بصدرك واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حد، والاخرى استغناؤك عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك، وإياك وترك الحق سأمة وملالة وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة، لأنا لم نجد تابعا لهواه جائزا عما ذكرنا قط رشيدا فانظر في ذلك. بيان: جاش أي غلا، ويقال: انتجعت فلانا إذا أتيته تطلب معروفه. ولا يخفى عليك بعد التدبر في هذا الخبر وأضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الإمام (1) وأمروا بأخذ جميع الامور منهم، ونهوا عن الاتكال على العقول الناقصة في كل باب 78 - سن: بعض أصحابنا، عمن ذكره، عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال شهدت أبا عبد الله عليه السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من ماءتى رجل وفيهم عبد الله بن شبرمة فقال: يا أبا عبد الله إنا نقضي بالعراق فنقضي من الكتاب والسنة، وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي. قال: فأنصت الناس جميع من حضر للجواب، وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يمينه يحدثهم، فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم إلى بعض وتركوا الإنصات، ثم تحدثوا ما شاء الله، ثم إن ابن شبرمة قال: يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق وإنا نقضي بالكتاب والسنة وإنه ترد علينا أشياء ونجتهد فيها الرأي قال: فأنصت جميع الناس للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يساره يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الإنصات، ثم إن ابن شبرمة سكت ما شاء الله، ثم عاد لمثل قوله، فأقبل أبو عبد الله عليه السلام فقال: أي رجل كان علي بن أبي طالب ؟ فقد كان ________________________________________ (1) هذا ما يراه الاخباريون وكثير من غيرهم وهو من أعجب الخطاء، ولو ابطل حكم العقل بعد معرفة الامام كان فيه ابطال التوحيد والنبوة والامامة وسائر المعارف الدينية، و كيف يمكن أن ينتج من العقل نتيجة ثم يبطل بها حكمه وتصدق النتيجة بعينها، ولو اريد بذلك أن حكم العقل صادق حتى ينتج ذلك ثم يسد بابه كان معناه تبعية العقل في حكمه للنقل وهو أفحش فسادا فالحق: أن المراد من جميع هذه الاخبار النهى عن اتباع العقليات فيما لا يقدر الباحث على تميز المقدمات الحقة من المموهة الباطلة. ط ________________________________________