[ 33 ] إلى ربه، وقالت الارض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق، وقالت الملائكة: يا رب خليلك إبراهيم يحرق، فقال الله عزوجل: أما إنه إن دعاني كفيته، وقال جبرئيل: يا رب خليلك إبراهيم ليس في الارض أحد يعبدك غيره، سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار، (1) فقال: اسكت إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، هو عبدي آخذه إذا شئت، فإن دعاني أجبته، فدعا إبراهيم عليه السلام ربه بسورة الاخلاص: " يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك " قال: فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق فقال: يا إبراهيم هل لك إلي من حاجة ؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى رب العالمين فنعم، فدفع إليه خاتما عليه مكتوب: " لا إله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله وأسندت أمري إلى الله (2) وفوضت أمري إلى الله " فأوحى الله إلى النار: " كوني بردا (3) " فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال: " وسلاما على إبراهيم " وانحط جبرئيل وجلس معه يحدثه في النار (4) ونظر إليه نمرود فقال: من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: إني عزمت (5) على النار أن لا تحرقه، فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه، (6) ونظر نمرود إلى إبراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدثه، فقال لازر: يا آزر ما أكرم ابنك على ربه ! قال: وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم وكان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار، قال: ولما قال الله تبارك وتعالى للنار: " كوني بردا و سلاما " لم تعمل النار في الدنيا ثالثة أيام (7) " ونجيناه ولوط إلى الارض التي باركنا ________________________________________ (1) في المصدر: يحرقه، فقال: اه. م (2) أي جعلت ربى متكاى ومعتمدى في الامور. (3) في المصدر: يا نار كونى بردا. م (4) أضاف في نسخة: وهم في روضة خضراء. (5) من عزم الراقي أي قرأ العزائم والرقى. (6) في المصدر هنا زيادة وهى هكذا: وآمن له لوط وخرج مهاجرا إلى الشام. (7) " " " " ": ثم قال الله عزوجل " وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين " فقال الله. ونجيناه إه. ________________________________________