وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[57] توفيقه وعبادته، واستدامة ما أنعم الله على العباد عند (إياك نستعين) حيث قدمت الوسيلة على طلب الحاجة، ليكون أدعى للاجابة، واستعنت به في جميع امورك من غير التفات إلى فرد منها ولا إلى جميعها، لقصور العبادة وحسور الوهم عن الاحاطة بتفاصيل ما تحتاج إليه، وتفتقر إلى عونه عليه. واستحضار الاسترشاد به والاعتصام بحبله، والاستزادة في المعرفة به سبحانه والاقرار بعظمته وكبريائه عند (اهدنا الصراط المستقيم) وأشار بكون طلب الهداية متناولا للاسترشاد والاعتصام، والاستزادة من المعرفة والاقرار بالنعمة إلى مطلب شريف، وهو أن هداية الله تعالى متنوع أنواعا كثيرة تجمعها أربعة أجناس مرتبة: أولها إفاضة القوى التي بها يتمكن المرء من الاهتداء إلى مصالحه، كالقوة العقلية، والحواس الباطنة، والمشاعر الظاهرة. وثانيها نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل، والصلاح والفساد، و إليه أشار تعالى بقوله: (وهديناه النجدين) (1) وقال تعالى: (فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) (2). وثالثها الهداية بارسال الرسل وإنزال الكتب وإليه أشار بقوله: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) (3) وقوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (4) ورابعها أن يكشف عن قلوبهم السرائر ويريهم الاشياء بالوحي الالهي، أو بالالهام والمنامات الصادقة، وهذا القسم يختص بنيله الانبياء والاولياء وإليه أشار تعالى بقوله: (اولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده) (5) وقوله تعالى: (والذين جاهدوا ________________________________________ (1) البلد: 10. (2) فصلت: 17. (3) الانبياء: 73. (4) أسرى: 9. (5) الانعام: 90. [*] ________________________________________