وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[25] ولا يمكنه الاحتراز عن آفاتها ومصائبها، فهو في الدنيا دائما في الغم لما فات والهم لما لم يحصل، فإذا فات فهو في أحزان وحسرات من مفارقتها، ولم يقدم منها شيئا ينفعه، فهمه لا يغني أبدا، والفرق بين الامل والرجاء أن متعلق الامل العمر والبقاء في الدنيا، ومتعلق الرجاء ما سواه، أو متعلق الامل بعيد الحصول ومتعلق الرجاء قريب الوصول، ومعلوم أن محب الدنيا وطالبها يأمل منها ما لا مطمع في حصوله، لكن لشدة حرصه يطلبه ويأمله ويرجو الانتفاع بها، فيحول الاجل بينه وبينها، أو يرجو الآخرة وجمعها مع الدنيا، مع أنه لا يسعى لتحصيل الآخرة ويقصر همه على تحصيل الدنيا ونعم ما قيل: يا طالب الرزق.. مجتهدا * أقصر عناك فان الرزق مقسوم لا تحرصن على ما لست تدركه * إن الحريص على الآمال محروم تتمة مهمة: قال بعض المحققين: اعلم أن معرفة ذم الدنيا لا يكفيك ما لم تعرف الدنيا المذمومة، ما هي ؟ وما الذي ينبغي أن يجتنب وما الذي لا يجتنب ؟ فلا بد أن نبين الدنيا المذمومة المأمور باجتنابها، لكونها عدوة قاطعة لطريق الله، ما هي ؟ فنقول: دنياك وآخرتك عبارتان عن حالتين من أحوال قلبك والقريب الداني منهما يسمى دنيا، وهي كل ما قبل الموت، والمتراخي المتأخر يسمى آخرة، وهي ما بعد الموت، فكل مالك فيه حظ وغرض ونصيب وشهوة ولذة في عاجل الحال قبل الوفاة، فهي الدنيا في حقك إلا أن جميع مالك إليه ميل وفيه نصيب وحظ فليس بمذموم، بل هي تنقسم إلى ثلاثة اقسام: الاول ما يصحبك في الدنيا ويبقى معك ثمرته بعد الموت، وهو شيئان: العلم والعمل، فقط، وأعني بالعلم العلم بالله وصفاته وافعاله وملائكته وكتبه ورسله، وملكوت أرضه وسمائه، والعلم بشريعة نبيه، وأعني بالعمل العبادة الخالصة لوجه الله، وقد يأنس العالم بالعلم حتى يصير ذلك ألذ الاشياء عنده فيهجر النوم والمنكح والمشرب والمطعم في لذته، لانه أشهى عنده من جميعها، فقد ________________________________________