وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[38] والشكر والطاعة، فكان موقنا بجميع ذلك، ولم يأت بما ينافيه من التوسل إلى المخلوقين ورعاية رضاهم دون رضا رب العالمين أو معه، فلذلك صار سببا لنجاته وتسمية الله له شكورا وربما يقرأ صدق على بناء التفعيل، كما قال بعض الافاضل: لعله (عليه السلام) أشار بآخر الحديث إلى تسمية نوح بنجي الله ويستفاد منه أن هذه الكلمات تصديق لله سبحانه فيما وصف الله به نفسه، وشهد به من التوحيد، وقال آخر: تصديقه في تكاليفه عبارة عن الاقرار بها، والاتيان بمقتضاها وفي نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب ومقابلتها بالشكر والثناء انتهى ولا يخفى أن ما ذكرنا أظهر 25 - كا: عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان ابن عيينة، عن عمار الدهني قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إن الله يحب كل قلب حزين، ويحب كل عبد شكور، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلانا ؟ فيقول: بل شكرتك يا رب، فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكره، ثم قال: أشكر كم لله أشكر كم للناس (1) بيان: " كل قلب حزين " أي لامور الاخرة متفكر فيها وفيما ينجي من عقوباتها غير غافل عما يراد بالمرء ومنه لامحزون بامور الدنيا وإن احتمل أن يكون المعنى إذا أحب الله عبدا ابتلاه بالبلايا فيصير محزونا لكنه بعيد " كل عبد شكور " أي كثير الشكر بحيث يشكر الله ويشكر وسائط نعم الله كالنبي (صلى الله عليه وآله) والائمة (عليهم السلام) والوالدين وأرباب الاحسان من المخلوقين وفي الاخبار ظاهرا تناف في هذا المطلب لورود هذا الخبر وأمثاله، وقد روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ولا يحمد حامد إلا ربه (2) ومثله كثير ويمكن الجمع بينها بأنه إذا حمد المخلوق وشكره لان مولى النعم أمر بشكره فقد شكر ربه، ويحتمل أن يكون هذا هو المراد بقوله: " لم تشكرني إذ لم تشكره " أو تكون أخبار الشكر محمولة على أن يشكرهم باعتقاد أنهم وسائط ________________________________________ (1) الكافي ج 2 ص 99 (2) نهج البلاغة ج 1 ص 52 ________________________________________