[349] كقوله " أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا " (1) وفيه إشعار بأنهم اعتقدوا القسم الثاني حيث أخرج مخرج الاستفهام عن تعيين من ينصرهم " إلا في غرور " أي لا معتمد لهم " إن أمسك رزقه " أي بامساك المطر وسائر الاسباب المحصلة و الموصلة له إليكم " بل لجوا " أي تمادوا " في عتو " أي عناد " ونفور " أي شراد عن الحق لتنفر طباعهم عنه. " مشفقون " (2) أي خائفون على أنفسهم " إن عذاب ربهم " اعتراض يدل على أنه لا ينبغي لاحد أن يأمن من عذاب الله، وإن بالغ في طاعته. " لا ترجون لله وقارا " (3) قال البيضاوي: أي لا تأملون له توقيرا أي تعظيما لمن عبده وأطاعه، فتكونون على حال تأملون فيها تعظيمه إياكم أولا تعتقدون له عظمة فتخافوا عصيانه، وإنما عبر عن الاعتقاد التابع لادنى الظن مبالغة " وقد خلقكم أطوارا " حال مقدرة للانكار من حيث إنها موجبة للرجاء فان خلقهم أطوارا أي تارات إذ خلقهم أولا عناصر، ثم مركبات تغذي الانسان ثم أخلاطا ثم نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ولحوما ثم أنشأهم خلقا آخر يدل على أنه يمكن أن يعيدهم تارة اخرى فيعظمهم بالثواب وعلى أنه تعالى عظيم القدرة تام الحكمة (4). وقال علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " لا ترجون لله وقارا " يقول لا تخافون لله عظمة، وقال علي بن إبراهيم في قوله " وقد خلقكم أطوارا " قال على اختلاف الاهواء والارادات والمشيات (5) " كلا " (6) قيل ردع عن اقتراحهم الآيات " بل لا يخافون الآخرة " فلذلك ________________________________________ (1) الانبياء: 43. (2) المعارج: 27 و 28. (3) نوح: 13 و 14. (4) أنوار التنزيل: 443. (5) تفسير القمي ص 697. (6) المدثر: 53 - 56. (*) ________________________________________