وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[48] صدور الناس " أي بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع، ثم ذكر أنه " من الجنة " وهو الشياطين " والناس " عطف على الوسواس. وثالثها أن معناه من شر ذي الوسواس الخناس ثم فسره بقوله: " من الجنة والناس " فوسواس الجنة هو وسواس الشيطان، وفي وسواس الانس وجهان: أحدهما أنه وسوسة الانسان من نفسه، والثاني إغواء من يغويه من الناس، ويدل عليه " شياطين الانس والجن " (1) فشيطان الجن يوسوس، وشيطان الانس يأتي علانية ويري أنه ينصح وقصده الشر. قال مجاهد: الخناس الشيطان إذا ذكر الله سبحانه خنس وانقبض، وإذا لم يذكر الله انبسط على القلب، ويؤيده ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله سبحانه خنس وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس، وقيل: الخناس معناه الكثير الاختفاء بعد الظهور، وهو المستتر المختفي عن أعين الناس، لانه يوسوس من حيث لا يرى بالعين، وقيل: إن المعنى يلقي الشغل في قلوبهم بوسواسه، والمراد أن له رفقا، به يوصل الوسواس إلى الصدر وهو أغرب من خلوصه بنفسه إلى الصدر. وروى العياشي عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن إلا ولقلبه في صدره اذنان: اذن ينفث فيها الملك، واذن ينفث فيها الوسواس الخناس، فيؤيد الله المؤمن بالملك، وهو قوله سبحانه: " وأيدهم بروح منه " (2). وقال رحمه الله في قوله تعالى: " اولئك كتب في قلوبهم الايمان " أي ثبت في قلوبهم الايمان بما فعل بهم من الالطاف، فصار كالمكتوب، وقيل: كتب في قلوبهم علامة الايمان، ومعنى ذلك أنها سمة لمن شاهدهم من الملائكة على أنهم مؤمنون " وأيديهم بروح منه " أي قواهم بنور الايمان، ويدل عليه قوله: " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الايمان " (3). ________________________________________ (1) الانعام: 112. (2) انتهى كلام الطبرسي. (3) الشورى: 52. ________________________________________