وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[38] خاطر النفس، وهذا خاطر القلب، وليس يدري الناظر اختلاف معاني هذه الاسماء. وحيث ورد في الكتاب والسنة لفظ القلب، فالمراد به المعنى الذي يفقه من الانسان ويعرف حقيقة الاشياء وقد يكنى عنه بالقلب الذي في الصدر لان بين تلك اللطيفة وبين جسم القلب علاقة خاصة، فانها وإن كانت متعلقة بسائر البدن ومستعملة له ولكنها تتعلق به بواسطة القلب، فتعلقها الاول بالقلب فكأنه محلها ومملكتها وعالمها ومطيتها، ولذا شبه القلب بالعرش، والصدر بالكرسي. ثم قال في بيان تسلط الشيطان على القلب: اعلم أن القلب مثال قبة لها أبواب تنصب إليها الاحوال من كل باب ومثاله أيضا مثال هدف تنصب إليه السهام من الجوانب أو هو مثال مرآة منصوبة يجتاز عليها أنواع الصور المختلفة، فيتراءى فيها صورة بعد صورة، ولا يخلو عنها، أو مثال حوض ينصب إليه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه، وإنما مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال اما من الظاهر، فالحواس الخمس، وإما من الباطن فالخيال والشهوة والغضب والاخلاق المركبة في مزاج الانسان، فانه إذا أدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب، وإن كف عن الاحساس والخيالات الحاصلة في النفس، تبقى وينتقل الخيال من شئ إلى شئ، وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال. والمقصود أن القلب في التقلب والتأثر دائما من هذه الآثار وأخص الآثار الحاصلة في القلب هي الخواطر، وأعني بالخواطر ما يعرض فيه من الافكار والاذكار وأعني به إدراكاته علوما إما على سبيل التجدد، وإما على سبيل التذكر، فانها تسمى خواطر من حيث إنها تخطر بعد أن كان القلب غافلا عنها، والخواطر هي المحركات للارادات، فان النية والعزم والارادة إنما تكون بعد خطور المنوي بالبال، لا محالة، فمبدأ الافعال الخواطر ثم الخاطر يحرك الرغبة، والرغبة تحرك العزم، ويحرك العزم النية والنية تحرك الاعضاء. والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر أعني ما يضر في العاقبة، وإلى ما يدعو إلى الخير أعني ما ينفع في الآخرة، فهما خاطران مختلفان ________________________________________