وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[50] نار الحر الشديد النافذ في المسام، ولا يمتنع خلق الحياة في الأجرام البسيطة كما لا يمتنع خلقها في الجواهر المجردة، فضلا عن الاجساد المؤلفة التي الغالب فيها الجزء الناري، فانها أقبل لها من التي الغالب فيها الجزء الأرضي، وقوله: من نار " باعتبار الجزء الغالب كقوله " خلقكم من تراب " (1). وقال الرازي: اختلفوا في أن الجان من هو ؟ قال عطاء: عن ابن عباس: يريد إبليس، وهو قول الحسن ومقاتل وقتادة. وقال ابن عباس في رواية أخرى: الجان هو أبو الجن، وهو قول الأكثرين وسمي جانا لتواريه عن الأعين كما سمي الجن جنا لهذا السبب (2)، والجنين متوار في بطن امه، ومعنى الجان في اللغة الساتر من قولك جن الشئ إذا ستره فالجان المذكور هنا يحتمل أن يكون جانا لأنه يستر نفسه عن بني (3) آدم أو يكون من باب الفاعل الذي يراد به المفعول، كما تقول في لابن وتامر وماء دافق وعيشة راضية، واختلفوا في الجن فقال بعضهم إنه جنس غير الشياطين، والاصح أن الشياطين قسم من الجن، فكل من كان منهم مؤمنا فانه لا يسمى بالشيطان، وكل من كان منهم كافرا يسمى بهذا الإسم. والدليل على صحة ذلك أن لفظ الجن مشتق من الاجتنان بمعنى الاستتار فكل من كان كذلك كان من الجن. والسموم في اللغة الريح الحارة تكون بالنهار، وقد تكون بالليل، وعلى هذا فالريح الحارة فيها نار ولها لهب، على ما ورد في الخبر أنها من فيح جهنم (4) قيل: سميت سموما لأنها بلطفها تدخل مسام البدن، وهي الخروق الخفية التي تكون ________________________________________ (1) انوار التنزيل 1: 647 فيه: ابا الجن. (2) في المصدر: كما سمى الجنين جنينا لهذا السبب. (3) في المصدر: عن اعين بنى آدم. (4) في المصدر: فالريح الحارة فيها نار ولها لفح وأوار على ما ورد في الخبر انها لفح جهنم. ________________________________________