وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[65] يؤكل، وعن غيره: الاكل: المهيا للاكل (1). و " الله الذي خلق السماوات والارض " مبتدأ وخبر. " وسخر لكم الفلك " امتن على عباده بتسخير الفلك، لان انتفاع العباد يتوقف (2) عليها، لانه تعالى خص كل طرف من أطراف الارض بنوع آخر من النعمة، حتى أن نعمة هذا الطرف إذا نقلت إلى الجانب الآخر من الارض أو بالعكس كثر الربح في التجارات، ولا يمكن هذا إلا بسفن البر وهي الجمال، أو بسفن البحر وهي الفلك. ونسبة التسخير إلى نفسه لانه سبحانه خلق الاشجار الصلبة التي منها يمكن تركيب السفن، ولولا خلقه الحديد وسائر الآلات، ولولا تعريفه العباد كيف يتخذونه، ولولا أنه تعالى خلق الماء على صفة السلاسة (3) التي باعتبارها يصح جري السفينة، ولولا خلقه تعالى الرياح وخلق الحركات القوية فيها، ولولا أنه وسع الانهار وجعل لها من العمق ما يجوز جري السفن فيها لما وقع الانتفاع بالسفن، فصار لاجل أنه تعالى هو الخالق لهذه الاحوال وهو المدبر لهذه الامور والمسخر لها حسنت إضافته إليه. وأضاف التسخير إلى أمره لان الملك العظيم قل ما يوصف أنه فعل، وإنما يقال فيه: إنه أمر بكذا، تعظيما لشأنه. " وسخر لكم الانهار " لما كان ماء البحر قل ما ينتفع في الزراعات لعمقه و ملوحته ذكر تعالى إنعامه على الخلق بتفجير الانهار والعيون، حتى ينبعث الماء منها إلى مواضع الزروع والنباتات، وأيضا ماء البحر لا يصلح للشرب. " وآتيكم من كل ما سألتموه " قيل: أي بلسان حالكم بحسب استعداداتكم وقابلياتكم " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " قال الرازي: اعلم أن الانسان إذا أراد أن يعرف أن الوقوف على أقسام نعم الله ممتنع فعليه أن يتأمل في شئ واحد ليعرف عجز نفسه. ونحن نذكر منه مثالين: المثال الاول: أن الاطباء ذكروا أن الاعصاب قسمان: منها دماغية، ومنها ________________________________________ (1) مفاتيح الغيب: ج 19، ص 3 - 8 (ملخصا ونقلا بالمعنى). (2) في المصدر: انما يكمل بوجود الفلك.. (3) في المصدر السيلان. ________________________________________