وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[31] وصفوه (1) بالانامل فقالوا: إن محمدا صلى الله عليه وآله قال (إني وجدت برد أنامله على قلبي) فلمثل هذه الصفات قال (رب العرش عما يصفون) يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه، ولله المثل الاعلى الذي لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم، فذلك المثل الاعلى. ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الامثال وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جعلوا به، فلذلك قال (وما اوتيتم من العلم إلا قليلا) فليس له شبه ولا مثل ولاعدل، وله الاسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره، وهي التي وصفها في الكتاب فقال (فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه) جهلا بغير علم، فالذي يلحد في أسمائه [جهلا] بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن أنه يحسن، فلذلك قال (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم، فيضعونها غير مواضعها. يا حنان ! إن الله تبارك وتعالى أمر أن يتخذ قوم أولياء، فهم الذين أعطاهم الفضل وخصهم بما لم يخص به غيرهم، فأرسل محمدا صلى الله عليه وآله فكان الدليل على الله بإذن الله عزوجل حتى مضى دليلا هاديا، فقام من بعده وصيه عليه السلام دليلا هاديا على ما كان هو دل عليه من أمر ربه من ظاهر علمه ثم الائمة الراشدون عليهم السلام (2). بيان، (صفات كثيرة) أي معان شتى وإطلاقات مختلفة (ملك الكيفوفية في الاشياء) أي كيفية ارتباطه سبحانه بمخلوقاته وتدبيره لها وعلمه بها ومباينته عنها، ولذا وصف ذلك بالاستواء فليس بشئ أقرب من شئ، ورحمته وعلمه وسعا كل شئ، ويحتمل أن يكون المراد تدبير صفات الاشياء وكيفياتها وأوضاعها وأحوالها، ولعله أظهر. (ثم العرش في الوصل مفرد) أي إذا عطف أحدهما على الآخر ووصل بينهما في الذكر فالعرش مفرد عن الكرسي ومبائن له، وفي غير ذلك قد يطلقان على معنى واحد كالعلم (وهما جميعا غيبان) أي مغيبان عن الحواس قوله عليه السلام (لان الكرسي هو الباب الظاهر) يظهر منه مع غاية غموضه أن المراد ________________________________________ (1) في المصدر: وقوم وصفوه. (2) التوحيد: 236. ________________________________________