وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[313] وعلى رأي المفيد رحمه الله أن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة، وعلى غير قاعدة مرضية، فاهتمامه عليه السلام بالوقيعة فيهما حتى أغراهما بتغيير رأي الخليفة عليه فيه ما فيه، ثم إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لا توجب أن يكون سببا لقتله، وموجبا لركوب هذا الامر العظيم منه، وقد كان يكفي في هذا الامر أن يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظه، ثم إنا لا نعرف أن الابر إذا غرست في العنب صار العنب مسموما ولا يشهده القياس الطبي والله تعالى أعلم بحال الجميع وإليه المصير، وعند الله يجتمع الخصوم انتهى كلامه (1). ولا يخفى وهنه إذ الوقيعة في ابني سهل لم يكن للدنيا حتى يمنعه عنه الاشتغال بعبادة الله تعالى بل كان ذلك لما وجب عليه من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم عن المسلمين مهما أمكن، وكون خلافة المأمون فاسدة أيضا لا يمنع منه كما لا يمنع بطلان خلافة الغاصبين إرشاد أمير المؤمنين إياهم لمصالح المسلمين في الغزوات وغيرها. ثم إنه ظاهر أن نصيحة الاشقياء ووعظهم بمحضر الناس لاسيما المدعين للفضل والخلافة، مما يثير حقدهم وحسدهم وغيظهم، مع أنه لعنه الله كان أول أمره مبنيا على الحيلة والخديعة لاطفاء نائرة الفتن الحادثة من خروج الاشراف والسادة من العلويين في الاطرف فلما استقر أمره أظهر كيده، فالحق ما اختاره الصدوق والمفيد وغيرهما من أجلة أصحابنا أنه عليه السلام مضى شهيدا بسم المأمون اللعين، عليه اللعنة، وعلى سائر الغاصبين والظالمين أبد الآبدين. ________________________________________ (1) كشف الغمة ج 3 ص 112. ________________________________________