وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[353] فقال له محمد بن الأشعث: إنك لا تكذب ولا تغر ولا تخدع إن القوم بنوا عمك، وليسوا بقاتليك، ولا ضائريك، وكان قد اثخن بالحجارة، وعجز عن القتال فانتهز (1) واستند ظهره إلى جنب تلك الدار فأعاد ابن الأشعث عليه القول: لك الأمان، فقال: آمن أنا ؟ قال: نعم، فقال للقوم الذين معه ألي الأمان ؟ قال القوم له: نعم، إلا عبيد الله بن العباس السلمي فانه قال: لا ناقة لي في هذا ولا جمل (2) ثم تنحى. فقال مسلم: أما لو تأمنوني ما وضعت يدي في أيديكم، فأتى ببغلة فحمل عليها، واجتمعوا حوله ونزعوا سيفه، وكأنه عند ذلك يئس من نفسه، فدمعت عيناه ثم قال: هذا أول الغدر، فقال له محمد بن الأشعث: أرجو أن لا يكون عليك بأس قال: وما هو إلا الرجاء ؟ أين أمانكم ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، وبكى، فقال له عبيد الله بن العباس: إن من يطلب مثل الذي طلبت إذا ينزل به مثل ما نزل بك لم يبك، قال: والله إني ما لنفسي بكيت، ولا لها من القتل أرثي، وإن كنت لم احب لها طرفة عين تلفا، ولكني أبكي لأهلي المقبلين، إني أبكي للحسين وآل الحسين عليه السلام. ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال: يا عبد الله إني أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خير: تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني أن يبلغ حسينا فاني لا أراه إلا وقد خرج اليوم أو خارج غدا وأهل بيته، ويقول له: إن ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في يد القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل، وهو يقول لك: ________________________________________ (1) في المصدر: فانبهر: أي انقطع نفسه من شدة السعي والقتال. (2) قال الميداني: أصل المثل [لا ناقتي في هذا ولا جملى] للحارث بن عباد، حين قتل جساس بن مرة كليبا. وهاجت الحرب بين الفريقين. وكان الحارث اعتزلهما. قال وقال بعضهم: ان أول من قال ذلك الصدوف بنت حليس العذرية على ما سيجيئ بيانه مختصرا عند ايضاح المصنف لغرائب الحديث. راجع مجمع الامثال ج 2 ص 220 تحت الرقم 3539. ________________________________________