وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[420] مقامهم، وإلا بطلت الحجة لهم، وسقط تكليف اتباعهم، وإذا ثبت أنه لابد من الدليل عليهم ولم يدع أحد من الفرق دلالة على غير من ذكرناه ثبت أنها فيهم خاصة، لفساد خلو الامة كلها من تأويلها، وعدم أن يكون القصد إلى أحد منهم بها. على أن الدليل قائم على أنها فيمن ذكرناه، لان الامر ورد باتباعهم على الاطلاق، وذلك يوجب عصمتهم وبراءة ساحتهم والامان من زللهم، بدلالة إطلاق الامر باتباعهم، والعصمة توجب النص على صاحبها بلا ارتياب، وإذا اتفق مخالفونا على نفي العصمة والنص على من ادعوا (1) له تأويل هذه الآية فقد ثبت أنها في الائمة عليهم السلام لوجود النقل للنص (2) عليهم، وإلا خرج الحق عن امة محمد صلى الله عليه واله وذلك فاسد. مع أن القرآن دليل (3) على ما ذكرناه، وهو أن الله سبحانه قال: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل و السائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون (4)) فجمع الله تبارك وتعالى هذه الخصال كلها ثم شهد لمن كملت فيه بالصدق والتقى على الاطلاق، فكان مفهوم معنى الآيتين الاولى وهذه الثانية أن اتبعو الصادقين الذين باجتماع هذه الخصال التى عددنا ها فيهم استحقوا بالاطلاق اسم (الصادقين)، ولم نجد أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله اجتمعت فيه هذه الخصال إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجب أنه الذي عناه الله سبحانه بالآية وأمر فيها باتباعه، والكون معه فيما يقتضيه الدين، وذلك أنه ذكر الايمان به - جل اسمه - واليوم الآخر والملائكة والكتاب و النبين، وكان أمير المؤمنين عليه السلام أول الناس إيمانا به وبما وصف (5) بالاخبار المتواترة ________________________________________ (1) في المصدر: عمن ادعوا. (2) في المصدر: بالنص. (3) في المصدر: مع أن في القرآن دليلا. (4) البقرة: 177. (5) أي اليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ________________________________________