[ 151 ] معرض الضياع من الاهل والمال وغيرهما. وقال في النهاية: وضيعة الرجل: ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغيرها، ومنه الحديث: أفشى الله ضيعته أي أكثر عليه معاشه انتهى، فيحتمل أن يكون المراد صرفت عنه ضياعه وهلاكه بتضمين معنى الاشفاق، أو يكون " على " بمعنى " عن "، أو صرفت عنه كسبه بأن لا يحتاج إليه، أو جمعت عليه معيشته أو ما كان منه في معرض الضياع، كما قال في النهاية: لا يكفها أي لا يجمعها ولا يضمها، ومنه الحديث: المؤمن أخ المؤمن يكف عليه ضيعته أي يجمع عليه معيشته ويضمها إليه. وهذا المعنى أظهر لكن ما وجدت الكف بهذا المعنى إلا في كلامه (1). وقوله تعالى: وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. يحتمل وجوها: الاول: أن يكون المراد كنت له عقب تجارة التجار لاسوقها إليه. الثاني: أن يكون المراد أني أكفي مهماته سوى ما أسوق إليه من تجارة التاجرين. الثالث: أن يكون معناه: أناله عوضا عما فاته من منافع تجارة التاجرين. ولعل الاول أظهر. يا هشام الغضب مفتاح الشر، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإن خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل. بيان: اليد العليا: المعطية أو المتعففة. يا هشام عليك بالرفق، فإن الرفق يمن والخرق شؤم (2) إن الرفق والبر و حسن الخلق يعمر الديار، ويزيد في الرزق. بيان: قال الفيروز آبادي: الخرق بالضم وبالتحريك: ضد الرفق، وأن لا يحسن العمل، والتصرف في الامور، والحمق. يا هشام قول الله: هل جزاء الاحسان إلا الاحسان جرت في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليست المكافاة أن تصنع ________________________________________ (1) بل هذا من المعاني التي ضبطها كتب اللغة. (2) اليمن: البركة. والشؤم: ضده. ________________________________________