وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[61] وبقيت خصلة واحدة وهو أن يثبت عندهم أنه يبرأ من أبي بكر وعمر وينسبهما إلى الظلم ومخالفة الرسول في أمر الخلافة وأنهما وثبا عليها غلبة وغصباه إياها فكانت هذه تكون الطامة الكبرى وليست مقتصرة على إفساد أهل الشام عليه بل وأهل العراق الذين هم جنده وبطانته وأنصاره لانهم كانوا يعتقدون إمامة الشيخين إلا القليل الشاذ من خواص الشيعة. فلما كتب ذلك الكتاب مع أبي مسلم الخولاني قصد أن يغضب عليا ويحرجه ويحوجه إذا قرأ ذكر أبي بكر وأنه أفضل المسلمين إلى أن يرهن خطه في الجواب بكلمة تقتضي طعنا في أبي بكر فكان الجواب مجمجما (1) غير بين ليس فيه تصريح بالتظليم لهما ولا التصريح ببرأتهما وتارة يترحم عليهما وتارة يقول: أخذا حقي وقد تركته لهما. فأشار عمرو بن العاص على معاوية أن يكتب كتابا ثانيا مناسبا للكتاب الاول ليستفزا فيه عليا عليه السلام ويستخفاه ويحمله الغضب منه أن يكتب كلاما يتعلقان به في تقبيح حاله وتهجين مذهبه وقال له عمرو: إن عليا عليه السلام رجل نزق تياه ما استطعمت (2) منه الكلام بمثل تقريظ أبي بكر وعمر فاكتب [إليه ثانيا] فكتب كتابا أنفذه إليه مع أبي أمامة الباهلي وهو من الصحابة بعد أن عزم على بعثه مع أبي الدرداء ونسخة الكتاب: من عبد الله معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب أما بعد فإن الله تعالى جده اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله لرسالته واختصه بوحيه وتأدية شريعته فأنقذ به من العماية وهدى به من الغواية ثم قبضه إليه رشيدا حميدا قد ________________________________________ (1) قال الفيروز آبادي: " الجمجمة " أن لا يبين كلامه وإخفاء الشئ في الصدر. منه رحمه الله - [و جمجم] عن الامر: لم يقدم عليه (2) النزق: الخفة في كل أمر. العجلة في جهل وحمق. والتياه: كثير التيه وهو الكبر. وقال المجلسي على ما في هامش بحار الانوار ط الكمباني: " الاستطعام " هنا استخراج الكلام. قال الجوهري: " استطعمه " سأله أن يطعمه، وفي الحديث: إن استطعمكم الامام فأطعموه. انتهى. وفي بعض النسخ بتقديم الميم على العين ولعله تصحيف. ________________________________________