وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[552] جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع للعبد ذنبا إلا حطه إنما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل وإن الله عزوجل يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة [عالما جما] (1) من عباده الجنة. ثم مضى غير بعيد فلقيه عبد الله بن وديعة الانصاري فدنا منه وسأله فقال له: ما سمعت الناس يقولون في أمرنا هذا ؟ قال: منهم المعجب به ومنهم المكاره له والناس كما قال الله تعالى: * (ولا يزالون مختلفين) * [118 / هود 11] فقال له: فما يقول ذوو الرأي ؟ قال: يقولون: إن عليا كان له جمع عظيم ففرقه وحصن حصين فهدمه فحتى متى يبني مثل ما هدم وحتى متى يجمع مثل ما قد فرق ؟ ! فلو أنه كان مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظهره الله أو يهلك إذا كان ذلك هو الحزم. فقال عليه السلام: أنا هدمت أم هم هدموا ؟ أم أنا فرقت أم هم تفرقوا ؟ وأما قولهم: لو أنه كان مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظفر أو يهلك إذا كان ذلك هو الحزم. فو الله ما غبي عني ذلك الرأي وإن كنت لسخيا بنفسي عن الدنيا (2) طيب النفس بالموت ولقد هممت بالاقدام فنظرت إلى هذين قد استقدماني فعلمت إن هذين إن هلكا انقطع نسب محمد صلى الله عليه وآله من هذه الامة فكرهت ذلك وأشفقت على هذين أن يهلكا ولقد علمت أن لولا مكاني لم يستقدما يعني بذلك ابنيه الحسن والحسين وأيم الله لئن لقيتهم بعد يومي لالقينهم وليس هما معي في عسكر ولا دار. ________________________________________ (1) ما بين المعقوفين غير موجود في طبع الكمباني من كتاب البحار، وإنما أخذناه من تاريخ الطبري. وقريبا مما رواه الطبري رواه أيضا قبله أبو جعفر الاسكافي في كتاب المعيار والموازنة ص 193، ص 1. وهذه القطعة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام رواها السيد الرضي في المختار: (42) الباب الثالث من كتاب نهج البلاغة وفيه: " وإن الله سبحانه يدخل بصدق الندية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة ". (2) هذا هو الظاهر المذكور في تاريخ الطبري، وفي ط الكمباني من البحار: " فو الله ما غني عن ذلك رأيي وإن كنت سخي النفس بالدنيا... ". ________________________________________