[ 10 ] بستمائة بعير وستمائة الف درهم، وكذلك جهزهم ابن عامر بمال كثير. لكن لنعد الى الوراء قليلا لنرى حقيقة هؤلاء القوم الذين يحملون الضغائن في صدورهم لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين اخبر بهم صلى الله عليه وسلم في اكثر من موضع، ففي رواية انس بن مالك، قال: ان النبي وضع رأسه على منكبي علي فبكى، فقال له: ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال: (ضغائن في صدور اقوام لا يبدونها حتى أفارق الدنيا) (1). وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ذات يوم جالسا، وحوله علي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام، فقال لهم: (كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتى ؟ فقال الحسين عليه السلام: أنموت موتا أو نقتل ؟ فقال: بل تقتل يا بني ظلما، ويقتل أخوك ظلما، وتشرد ذراريكم في الارض، فقال الحسين عليه السلام: ومن يقتلنا يا رسول الله ؟ قال: شرار الناس) (2) الحديث. وعلى الرغم من هذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يحذر الامة من انتهاك كرامة اهل بيته، ويتوعد كل من يفعل بهم ذلك أن يكون مصيره النار لا محالة، ثم خص جماعة منهم بالتحذير كما فعل مع الزبير حين قال له: (إنك ستخرج عليه وانت ظالم له) (3)، كما حذر عائشة من أن ________________________________________ (1) تاريخ دمشق (ترجمة الامام علي) 2: 321 - 327. (2) الارشاد 2: 13. (3) مروج الذهب م 2: 371. ________________________________________