ورى .
- يقال : واريت كذا : إذا سترته . قال تعالى : { قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم } [ الأعراف / 26 ] وتوارى : استتر . قال تعالى : { حتى توارت بالحجاب } [ ص / 32 ] وروي أن النبي E ( كان إذا أراد غزوا ورى بغيره ) ( قال كعب بن مالك : ولم يكن رسول الله A يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله في حر شديد . يريد غزوة تبوك . انظر : فتح الباري 8 / 113 ، باب : حديث كعب بن مالك وأخرجه أبو داود برقم 2637 ) وذلك إذا ستر خبرا وأظهر غيره . والورى قال الخليل ( العين 8 / 305 ) : الورى : الأنام الذين على وجه الأرض في الوقت ليس من مضى ولا من يتناسل بعدهم فكأنهم الذين يسترون الأرض بأشخاصهم و ( وراء ) إذا قيل : وراء زيد كذا فإنه يقال لمن خلفه . نحو قوله تعالى : { ومن وراء إسحق يعقوب } [ هود / 71 ] { ارجعوا وراءكم } [ الحديد / 13 ] { فليكونوا من ورآئكم } [ النساء / 102 ] ويقال لما كان قدامه نحو : { وكان وراءهم ملك } [ الكهف / 79 ] وقوله : { أو من وراء جدر } [ الحشر / 14 ] فإن ذلك يقال في أي جانب من الجدار فهو وراءه باعتبار الذي في الجانب الآخر . وقوله : { وراء ظهوركم } [ الأنعام / 94 ] أي : خلفتموه بعد موتكم وذلك تبكيت لهم في أن لم يتوصلوا بمالهم إلى اكتساب ثواب الله تعالى به وقوله : { فنبذوه وراء ظهورهم } [ آل عمران / 187 ] فتبكيت لهم . أي : لم يعملوا به ولم يتدبروا آياته وقوله : { فمن ابتغى وراء ذلك } [ المؤمنون / 7 ] أي : من ابتغى أكثر مما بيناه وشرعناه من تعرض لمن يحرم التعرض له فقد تعدى طوره وخرق ستره { ويكفرون بما وراءه } [ البقرة / 91 ] اقتضى معنى ما بعده ويقال : وري الزند يري وريا : خرجت ناره وأصله أن يخرج النار من وراء المقدح كأنما تصور كمونها فيه كما قال : .
- 462 - ككمون النار في حجره .
( العجز لأبي نواس وصدره : .
كمن الشنان فيه لنا .
وهو من قصيدة مطلعها : .
أيها المنتاب عن عفره ... لست من ليلي ولا سمره .
لا أذود الطير عن شجر ... قد بلوت المر من ثمره .
وهو في ديوانه ص 427 وما يجوز للشاعر في الضرورة ص 24 والموشح ص 273 ) .
يقال : وري يري مثل : ولي يلي . قال تعالى : { أرفأيتم النار التي تورون } [ الواقعة / 71 ] ويقال : فلان واري الزند : إذا كان منجحا وكابي الزند : إذا كان مخفقا واللحم الواري : السمين . والوراء : ولد الولد وقولهم : ( وراءك ) ( قال سيبويه : تنح ووراءك : إذا قلت : افطن لما خلفك .
انظر : الكتاب 1 / 249 وأصول النحو 1 / 141 والمسائل الحلبيات ص 106 ) للإغراء ومعناه : تأخر . يقال : وراءك أوسع لك نصب بفعل مضمر . أي : ائت . وقيل تقديره : يكن أوسع لك . أي : تنح وائت مكانا أوسع لك . والتوراة : الكتاب الذي ورثوه عن موسى وقد قيل : هو فوعلة ولم يجعل تفعلة لقلة وجود ذلك والتاء بدل من الواو نحو : تيقور لأن أصله ويقور التاء بدل عن الواو من الوقار وقد تقدم ( تقدم في مادة ( توراة ) في كتاب التاء )