من .
- عبارة عن الناطقين ولا يعبر به عن غير الناطقين إلا إذا جمع بينهم وبين غيرهم كقولك : رأيت من في الدار من الناس والبهائم أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيهم الناطقون كقوله تعالى : { فمنهم من يمشي } الآية [ النور / 45 ] . ولا يعبر به عن غير الناطقين إذا انفرد ولهذا قال بعض المحدثين ( عجز بيت نسبه المؤلف في الذريعة ص 24 للمتنبي ولم أجده في ديوانه وصدره : .
[ حولي بكل مكان منهم خلق ] ) في صفة أغنام نفى عنهم الإنسانية : .
تخطئ إذا جئت في استفهامه بمن .
تنبيها أنهم حيوان أو دون الحيوان . ويعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث . قال تعالى : { ومنهم من يستمع } [ الأنعام / 25 ] وفي أخرى : { من يستمعون إليك } [ يونس / 42 ] وقال : { ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا } [ الأحزاب / 31 ] .
و : لابتداء الغاية وللتبعيض وللتبيين وتكون لاستغراق الجنس في النفي والاستفهام . نحو : { فما منكم من أحد } [ الحاقة / 47 ] . وللبدل . نحو : خذ هذا من ذلك . أي : بدله قال تعالى : { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد } [ إبراهيم / 37 ] ( فمن ) اقتضى التبعيض فإنه كان نزل فيه بعض ذريته وقوله : { من السماء من جبال فيها من برد } [ النور / 43 ] قال : تقديره أنه ينزل من السماء جبالا فمن الأولى ظرف والثانية في موضع المفعول والثالثة للتبيين كقولك : عنده جبال من مال . وقيل : يحتمل أن يكون قوله : ( من جبال ) نصبا على الظرف على أنه ينزل منه وقوله : { من برد } نصب . أي : ينزل من السماء من جبال فيها بردا وقيل : يصح أن يكون موضع من في قوله : { من برد } رفعا و { من جبال } نصبا على أنه مفعول به كأنه في التقدير : وينزل من السماء جبالا فيها برد ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء . وقوله تعالى : { فكلوا مما أمسكن عليكم } [ المائدة / 4 ] قال أبو الحسن : من زائدة ( وعبارته : أدخل ( من ) كما أدخله في قوله : كان من حديث وقد كان من مطر وقوله : { ويكفر عنكم من سيئاتكم } و { ينزل من السماء من جبال فيها من برد } وهو فيما فسر : ينزل من السماء جبالا فيها برد . انظر : معاني القرآن لأبي الحسن الأخفش 1 / 254 ) والصحيح أن تلك ليست بزائدة لأن بعض ما يمسكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيها من القاذورات المنهي عن تناولها