وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 3 ] بيان واجب حول عنوان الكتاب حدثنى صديق كريم قال: إن بعض الناس قد فهم من وضع كلمة (شيخ المضيرة) في عنوان الكتاب إنما كان لغرض بعيد، وهو ازدراء أبى هريرة ! وقد استغربت من أن يذهب مثل هذا الفهم الخاطئ إلى ذهن ذى لب أو علم ! وكأن الذى يرمينا بهذه التهمة لم يدرس تاريخ أبى هريرة ولا يعرف من أمره شيئا ! ذلك بأن هذا اللقب لم يكن شيئا جديدا ابتدعناه من عند أنفسنا، وإنما هو عريق في القدم مضى عليه أكثر من ثلاثة عشر قرنا، إذ أنه يرجع إلى عهد معاوية بن أبى سفيان الذى كانت هذه المضيرة من أطايب أطعمته فلما نهم أبو هريرة فيها، واشهر ذلك بين الناس لقبوه بها، ولزمه هذا اللقب من ذلك العهد، وجرى على ألسنة الناس ذكره، ثم دونه المؤرخون وكبار العلماء والكتاب في مؤلفاتهم مثل الزمخشري في ربيع الابرار وفى أساس البلاغة، وبديع الزمان الهمذانى في مقاماته، إذ عقد له مقامة خاصة سماها (المقامة المضيرية) وشرح الاستاذ الامام محمد عبده أمرها وأمر شيخها، ومناصرته لمعاوية شرحا لاذعا، وتكلم عنه الثعالبي في كتابه (المضاف والمنسوب) (1) كلاما طويلا، ولا نستوعب كل ما قيل في هذه المضيرة وشيخها فيرجع إلى ذلك في موضعه من هذا الكتاب. ولو أننا كنا نحن الذين ابتدعنا هذا اللقب في دهرنا، وأفشيناه لكان لهذا الفهم شئ من الاعتبار ! يتبين من ذلك أننا لم يكن لنا قصد سيئ لابي هريرة ولا نريد أن نتجنى عليه بشئ غير معروف من تاريخه، وإنما الذى دعانا إلى ذلك - أننا بسبيل ترجمته ترجمة مفصلة، ولا يمكن ذلك إلا باستيعاب كل ما يتصل بهذه الترجمة، وأن أول شئ يجب أن يعنى به المؤرخ أن يذكر اسم من يؤرخ له ________________________________________ (1) طبع هذا الكتاب في مصر مرتين إحداهما في سنة 1908 والاخرى في سنة 1965. (*) ________________________________________