وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 14 ] فريق منهم بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين (1) انما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون (2) ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون (3) فكيف يدعى الناس الى الله الا ان يدعوا الى كتابه، وكيف يدعون الى رسوله الا ان يدعوا الى سنته، فإذا زعمتم ان من الحكم ما ليس في الكتاب ولا في السنة اليس قد أبطلتم دعاء الناس الى الله والى رسوله، ولو اقتصصنا كل ما فيه الاحتجاج عليكم من الكتاب لكتبنا أضعاف ما كتبنا، وفيما اقتصصنا ما يكتفى به من يعقل. انتهى كلام الفضل. اقول: لما كان اهل الخلاف المتسمين بالسنة جاهلين بالكتاب والسنة منكرين لفضل ائمة الحق عليهم السلام اضطروا الى القول بالرأي والاجتهاد وانكار كون أحكام الشرع كلها مبينة في الكتاب والسنة فانهم انفوا ان لا يعلموها، وأيضا فان ائمتهم كانوا مجتهدين في الاحكام لانهم كانوا اصحاب اغراض واهواء فكانوا يتبعونهم في ذلك واما الشيعة فلعلم ائمتهم عليهم السلام بجميع احكام الشرع وتبليغهم اكثر الاحكام إليهم لم يحتاجوا الى ذلك ولم يأنفوا من رد بعض الاحكام الى ائمتهم عليهم السلام. ومما يدل على ان ائمة اهل الخلاف سنوا لهم الاجتهاد والقول بالرأى ما قاله ابن ابى الحديد من علمائهم في شرحه لنهج البلاغة فانه قال عند رده على من زعم ان عمر كان احسن سياسة واصح تدبيرا في الحروب وغيرها من امير المؤمنين عليه السلام ما محصله: ان امير المؤمنين (ع) كان مقيدا بقيود الشريعة ملتزما لاتباعها وان عمر كان مجتهدا يعمل بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة، ويرى تخصيص عمومات النصوص بالاراء والاستنباط من اصول تقتضي خلاف ما يقتضيه عموم النصوص، ويكيد خصمه ويأمر امراءه بالكيد والحيلة، ويؤدب بالدرة والسوط من يغلب على ظنه أنه يستوجب ________________________________________ 1 - آية 47 سورة النور. 2 و 3 - آية 51 و 52 سورة النور. (*) ________________________________________