القبطيّة ليست مرتبطة بدخول عيسى (عليه السلام) مصر. كما يقول: إنّ الهيروغليفيّة كانت لغة عالميّة، وهذا ليس صحيحاً، فالهيروغليفيّة أوّلاً ليست إلاّ خطّاً من الخطوط المصريّة القديمة، وثانياً لأنّ اللغة البابليّة كانت هي لغة الدبلوماسيّة الدوليّة في وقت من الأوقات، وليست المصريّة. وعندما تحدّث سعد عبدالمطّلب عن خصائص اللغة المصريّة القديمة، ارتكب بعض الأخطاء، ومنها: أنّها لغة لاتعرف أدوات التعريف أو النكرة! في حين أنّ هذه الأدوات معروفة جيّداً حتّى للمبتدئين، كما قال: إنّ الفعل قد يأخذ شكلاً واحداً في جميع الأزمنة! وهذا أيضاً خطأ، كما أنّ المؤلّف استعان بكلمات معظمها سامّي الأصل دخل المصريّة متأخّراً. وعندما فسّر المؤلّف أسماء بعض البلدان والمدن العربيّة جاء بمعان لا أدري من أين أتى بها؟ ومنها «الحجاز» التي يقول إنّها جاءت من «حجج» ـ بكسر أوّل حرفين ـ وتعني: النور أو الضوء! ثمّ يقول: إنّ «تايبتي» هي أصل اسم «الطائف» ومعناها: الأرض الشرقيّة، وهو هنا يستخدم مفردات تعطي قيمة صوتيّة يمكن مقارنتها بالقيمة الصوتيّة لمفردات عربيّة، وهذا صعب أن نقبله! كما فسّر المؤلّف أسماء القبائل اليهوديّة مثل «بنو النضير» وقال: إنّها جاءت من كلمة «نِتر» ـ بكسر النون ـ ومعناها في المصريّة القديمة: إله، في حين يقول: إنّ معناها: مَلَك، فما علاقة الإله أو حتّى المَلَك باسم قبيلة يهوديّة! n هذا يمكن التجاوز عنه، لأنّه لم يدخل في نطاق تفسير القرآن الكريم.. فما رأيك في تفسيره الحروف المقطّعة في بدايات السور؟ هل معناها في قاموس المصريّة القديمة كما أورده المؤلّف في كتابه؟ l أقول منذ البداية: إنّني لا أتّفق مع منهج الكتاب في التفسير، ولا أتصوّر من أنّنا من خلاله يمكن أن نخرج برأي قاطع مؤدّاه: أنّ هذه الحروف هي اختصار لعلامات أو كلمات مصريّة قديمة! إذ كيف يمكن المجازفة في تفسير كتاب الله الكريم،