وإطلاق «الحوادث الواقعة» ولا سيّما في ظروف صدور التوقيع، وهو ظرف غيبة الإمام صاحب الزمان (عج)، يدلّ على أنّ الإمام صاحب الزمان (عج) قد أوكل الفقهاء «الرواة لأحاديثهم» في كلّ ما يكون من شأنه في عصر الحضور، من تبليغ الأحكام وشؤون الولاية، ويأمر الإمام (عج) المؤمنين في هذا التوقيع بالرجوع إليهم في كلّ ذلك. 7 ـ ومنها: ما في تحف العقول، عن سيد الشهداء الإمام السبط الحسين بن علي (عليهما السلام) في خطاب له لعلماء الصحابة والتابعين: «فاعتبروا ايها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار، إذ يقول: (لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ ) وقال: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ ـ إلى قوله ـ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ). وانّما عاب الله ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد لا ينهونهم عن ذلك ; رغبةً فيما كانوا ينالون منهم، ورهبةً ممّا يحذرون، والله يقول: ( فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)[137]، وقال: ( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )[138]. فبدء الله بأمرهم بالمعروف والنهي عن المنكر فريضةً منه، لعلمه بأنّها إذا اُدّيت وأُقيمت استقامت الفرائض كلّها، هيّنها وصعبها، وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع درء المظالم، ومخالفة الظلم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها، ووضعها في حقّها. ثم أنتم، أيها العصابة، عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف،