تعالى ولرسوله، ولأوليائه أئمة المسلمين على الإنسان، وسلطان الإنسان على من يلي أُموره من المسلمين، وعلى نفسه. وهذا الخطّ ينتظم على شكل حلقات متسلسلة، ومترابطة ومتماسكة من الولاية والسلطان الشرعي في حياة الإنسان، وينتهي إلى ولاية الله تعالى وسلطانه على كلّ شؤون الإنسان، وهو الأصل والأساس لكلّ ولاء وولاية في حياة الإنسان. وذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[680]. وقوله تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[681]. وهذا هو الخطّ «الطولي» من خَطَّي الولاء. والخطّ الآخر هو الخطّ العرضي (الأُفقي) في ارتباط المؤمنين بعضهم ببعض في الأُمة الإسلامية، وذلك برباط الأُخوّة والتعاون، والتفاهم والمحبّة، والمودّة والتناصر، وذلك قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض)[682]. وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض)[683]. وهذا الاتّجاه من النسيج يستوعب علاقات المؤمنين بعضهم ببعض في نسيج قويٍّ ومتين من المحبّة والمودّة، والتناصر والتعاون، وحسن الظنّ. وهذان الخطّان في نسيج العلاقات الاجتماعية هما «الولاء»، وهما يستوعبان كلّ علاقات الإنسان بغيره بصورة شاملة تقريباً، وينظّمانه ويقوّمانه على أُصول صحيحة. وسلامة هذا النسيج تؤدّي إلى سلامة الإنسان واستقامته وسعادته، كما أنّ