وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

التي أزهر نَوْرها، وطاب ثمرها، وضرب جذرها في الأرض إلى أعمق الأعماق، فإذا أصلها ثابت وفرعاها في السماء، وإذا هي ـ بغصنيها الغضّين هذين ـ تزيد نضرةً إلى نضرة، ونماءً إلى نماء. فما أكثر ما أغصنت هذه الدوحة، ولكن أين لها بالتحام كهذا الالتحام؟ ولم يكن أيضاً مَسْلاة[273] طفولة بريئة، جمعت الاثنين على لعبة أو ضحكة، كما يجتمع عادةً أمثالهما من الصغار. * * * كلاّ، لم يكن لقاؤهما القدري واحداً من هذه اللقاءات دون سواه، ولا كان، فقط كلّ هذه اللقاءات، بل كان لقاءً لبقاء، لقاء بداية ونهاية، لقاء سبيل وغاية، لقاء مسير ومصير. * * * معالم القرب التي تشهدها الأعين الرانية، ومشاهد الصلة التي تلحظها الأذهان الألمعية، ودواعي التآلف التي تستشفّها المشاعر المرهفة، جميعها وأمثالها من مظاهر الارتباط بين الصغيرين، لم تكن سوى صور مادية إنسية، يدركها إمعان النظر وإرهاف السمع، أو يهمس بها هجس النفس وحدس الظنّ، ثم لا تزيد مقدار ذرّة عن قشرة رقيقة لا تكاد تخفي جوهر الحقيقة. فمن وراء إنسية اللقاء كانت قدسية اللقاء، ومن وراء كثافة المادية كان شفيف النورانية، والأرواح تتخالف وتفترق، وتتآلف وتتّفق، فما تجانب منها تجافى واختلف، وما تجاذب منها تصافى وائتلف. ومنذ أومأ القدر، تلك الجمعة من جمادى الآخرة، إلى مولد فاطمة كبشير يُمن وبركة على قومها قريش ـ باتّفاقهم بعد خصام، والتئامهم بعد تصدّع على وضع الحجر الأسود موضعه من الكعبة ـ تبدّت غرّة الصلة الروحية بينها وبين ترب