وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم تغيّر، فتصرخ بصوت آخر: إن تُقبلوا نُعانق *** ونِفْرش النمارق أو تُدبروا نُفارق *** فِراقَ غير وامق[1183] ثم من لفاطمة بما يطمس في ذاكرتها مشهد زوجة أبي سفيان، إذ اعتلت صخرةً تشرف منها على أرض المعركة، بعد أن هدأت ثائرة القتال، لتتبدّى لكلّ ذي بصيرة وبصر وإن علا ملامحها غبرة شماتة ترهقها قترة استعلاء، ثم تصيح بأرفع صوت وأنكره، منتجة نادبة، وملء نبراتها تشفٍّ وبغضاء. أفكانت تصرخ لتسمع المسلمين، أم لتسمع أهلها الذين تجندلوا من نحو عام على ثرى «بدر» واحتواهم القليب؟ كانت تزأر كلَبْؤة جريحة: نحنُ جزيناكُم بيوم بدر *** والحربُ بعد الحربِ ذاتُ سُعْر ما كان عن عُتبة لي من صبر *** ولا أخي وعمّه وبكري شَفيتُ نفسي وقَضيتُ نَذْري[1184] ولم تكن هند هي وحدها التي تصخب وتندب، كانت في عدّة من مثيلاتها الصالمات الجادعات، وكنّ جميعاً في زهو واعتزاز بما زيّنّ به أجيادهنّ من قلائد بشرية هي أغلى ما عرف التاريخ من حلي النساء! * * * وتسترجع الزهراء، فلا أوب إلاَّ إلى الله. وتنطلق بها نظرة شعورها الثاقب المُلْهَم، فتكاد ترى دخيلة أبيها تفوز بثورة عارمة من حنق مكتوم وغيظ مكظوم، دونها زئير الليوث الغضاب[1185]،