وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قيل: استجاشت[1178] هند أحقاد الأجيال، عاثت في جثة «حمزة»، وولغت في دمائه الزكية، كما تعيث الذئاب في لحم حمل ذبيح، وتلغ الكلاب في ماء سلسبيل، مثّلت به أشنع تمثيل، اقتلعت من جوفه كبده، ومضت تنهشها نهش دواهي الصلال الأراقم، وتلوكها لوك ضواري الضباع الجياع ... صلمت أُذُنيه ... جدعت أنفه ... قطعت مذاكيره. ودون مبالاة بحرمة الموت، وبلا رعاية لحقّ النسب، وبغير حريجة من حياء، شهدها التاريخ وهي تضمّ المصلوم إلى المجدوع إلى المقطوع فتسلكها جميعاً في خيط: قلادة فريدة في القلائد تزيّن بها جيدها الذي أتلعته[1179] الخيلاء، وتتدلّى على صدرها الذي نفحته غلواء الضغن، وأحماه سعير البغضاء! قيل[1180]: وكانت هند هي التي أغرت وحشيّاً ـ العبد الحبشي ـ بقتل حمزة لقاء عتقه، انتقاماً لأبيها وأخيها وأهلها الذين صُرعوا في «بدر»، ساومت العبد على ثمن حرّيته: اقتل محمدا! قال: لا قِبَل لي بذلك، فدونه من أصحابه سياج مانع. قالت: فعلي بن أبي طالب! قال: محال، فإنّه كثير التفلّت في الحرب. قالت: فحمزة! ـ نعم، فهو يستغرق في القتال، فلا يكاد يرى إلاَّ فريسته! وتربّص به، يستتر منه بشجرة أوبحجر، ثم باغته على حين غرّة، وهو مشغول عنه يهدّ الناس هدّاً بسيفه. وقيل[1181]: بل الذي أغراه بقتله: جُبَيْر بن مطعم.