وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما أسرع ما أقبلت قريش، سادةً وأشرافاً، يداً واحدةً مع الوليد بن المغيرة على هدم البنيان المقدّس. وقد تقسّموه بينهم أربعة أرباع: الربع الأول لبني عبد مناف، الثاني لبني جمح، الثالث لبني عبد الدار، الرابع لبني مخزوم[66]. وأخلصوا الجهد والنيّة، فكما جدّوا في الهدم جدوا في التشييد. وكانوا كأنّما في سباق، يعملون المعاول، يرفعون الأنقاض، يقتطعون من الجبال القريبة حجارة الصوان الزرقاء ويهيّئونها، مصقولةً ملساء، للبناء. قطعةً فوق قطعة، وحجراً على حجر، أخذ الأساس يرتفع، كشجرة مباركة، أصلها ثابت وفرعها يتطاول إلى السماء. ما تأبوا على عمل، ولا ضنّوا[67] بهمّة، ولا ضاقوا بلأَْواء[68]...[69]. * * * ولم يلقوا عسراً، بل يسّر لهم أمرهم من حيث لم يحتسبوا، ولم يحتسب إنسان. فإليهم سعت ـ قبل أن ينشدوها ـ أدوات البناء، وعليهم وفدت ـ دون دعوة دعوها ـ اليد الصَناع[70]. إنّ حظّهم لسعيد، وإنّ نجمهم لبازغ وفي صعود، فما لم يكن لهم بحسبان، وكانوا به يحلمون، أتاهم وهم بمكانهم كما أتى سليمان عرشُ بلقيس. لقد قذف إليهم البحر بسفينة عظيمة، راعيها تابع لقيصر الروم، متعدّد المواهب