وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كان يتلو عليهم آيات بيّنات، فيها شفاء للصدور، وريّ[673] للأرواح، تصدر وما جاء به السيد المسيح من نفس المنبع، وفيها جلاء للبصائر، ونور للقلوب، يفيض والإنجيل من نفس المشكاة. فصدّقوه ... آمنوا بما أنزل عليه من ربّه. وهل كانوا إلاَّ فاعلين؟ وما جاءهم محمد إلاَّ بما جاءهم به من قبله نوح وابراهيم وموسى الكليم وعيسى بن مريم، وسائر الأنبياء والمرسلين الذين أسلموا وجوههم وعنوا للحيّ القيوم؟ وانصرفوا عنه مسلمين. * * * وهال قريشاً الأمر، احترقت غيظاً وغضباً وموجدة[674]. فلقد وصلت جهودها إلى طريق مسدود، وهاجها الخزي والشعور بالخذلان عندئذ حثّ أبو جهل وبعض أخدان شركه السير، يعترضون على الراحلين طريق رجوعهم إلى نجران، معاودين الكرّة، آناً مرغّبين، وآناً مرهّبين، عسى أن يردّوهم عمّا هداهم إليه الله! فلمّا أن نفد ما في جعبتهم من مكر سيّء وأضاليل، أفحشوا لهم في الخطاب، قال لهم منهم فريق: خيّبكم الله من ركب! وقالت طائفة: بعثكم مَن وراؤكم ترتادون لهم، لتأتوهم بخبر الرجل، فلم تطمئنّ مجالسكم عنده حتّى فارقتم دينكم، وصدّقتموه بما قال! وقال آخرون: ما نعلم ركباً أحمق منكم! وظلّوا يسلقونهم بألسنة حِدَاد، شيّعوهم أبشع وداع، ولعلّهم كادوا يعملون فيهم السلاح.