وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ألم يعلموا بمبعث محمد قبل أن يأتي إليهم بسنوات؟ ألم يسمعوا قطّ بوحدانية خالق الأرض والسماوات؟ ألم تستفض حولهم ـ قبل مجيئه ـ أنباء رجال منهم نفضوا عن قلوبهم أدران[385] الوثنية كما تنفض عن الثوب الغبار والأقذار، وولّوا وجوههم شطر الله؟ بل إنّ منهم لمن قرّ في أخلادهم صدقه، وأقرّوا به، لا يمارون فيه، حتّى إذا جاءهم بالحقّ إذا هم ينقلبون. وعجبت فاطمة للقوم كيف يقرّون ثم لا يلبثون أن يلبسوا الإقرار بالإنكار! كيف ينقمون على أبيها أن اصطفاه ربّه لرسالته واجتباه! كيف يقولون: (لَوْلاَ نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُل مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ...)[386]. * * * إنّما الحسد أعماهم عن الطريق. أقبل الأخنس بن شريق[387] بعيداً عن سمع كلّ سامع، ونظر كلّ شهيد، على صاحبه أبي جهل يسأله: يا أبا الحكم، ليس معنا هنا من يسمع كلامك غيري، فأخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ قال أبو جهل: والله إنّ محمداً لصادق، وما كذب قطّ، ولكن. ثم أسفر عن نفسه، مال على أُذن رفيقه يحدّثه بصوت خفيض، كأنّما ليستر