وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لكنّ إقبالهم عليه كان مشوباً بإشفاق سبق مسيرتهم إلى الغد المجهول، فأن يصطفَى من دون الخلق، للدعوة إلى سبيل الحقّ، فإنّه لمجد له عظيم ... تكريم أيّ تكريم. وأن ينهض بهذه الدعوة ليحقّق غايتها المنشودة، فإنّه لعبء عليه أعظم ... ثقيل، ثقيل، ثقيل. فالرسالة الإلهية أصبحت في عنقه أمانةً مقدّسةً، واجبة الأداء والوفاء، وأداؤها مهمّة معجزة لا كالمهمّات، توشك أن تشارف حدود المحال، حتّى لتنوء بالعصبة أولي العزم من الرجال، بل لتفدح رواسخ الراسيات[364]، شمّ الأطواد[365]. أو ليس عليه أن يواجه عالماً من الضلال؟ وأن يناهض بقوة الإيمان كلّ قوى الشكّ والشرك والظلام والطغيان؟ وأن يشفي بالموعظة الحسنة مستعصيات علل النفوس ـ التي استمكنت منها عبر أعصر من الغواية ـ ليهتك الكنان[366] عن القلب الأغلف، ويمحو الظلمة من العين الكمهاء[367]، ويذهب بثقل الأُذن الوقراء[368]؟ الكلمة وحدها هي سلاحه، وبالكلمة وحدها يخوض معركة التغيير، ليصفي السرائر، وينقي الضمائر، ويخلص العقول من رجس الفكر، لا ليلمّع الجوارح أو يصقل الظواهر أو يلوّن الأبشار. فكأنّه سينصِّت[369] الصمّ! لكأنّه سيسمع من في القبور الدعاء! ودون ذلك محن وشدائد وأهوال. * * *