وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالهيئة عبارات، والقسمات كلمات، والأسارير حروف، بل غلبها على الحدس والتوسّم اليقين. وكيفما كان سبيلها إلى الإدراك، فإنّها استشعرت أنّ الأمر خطير وعظيم وجليل، خطير أيّ خطر، عظيم أيّ عظم، جليل أيّ جلال. ولقد كشفت عن السرّ الأيام. عازفاً ـ إلاّ قليلاً ـ عن انخراطه في عالم الناس، يمعن محمد نظره الفكري والوجداني الكشّاف في هذا العالم المترامي الحدود، وكيف كان، ومن أين جاء، وإلى أين يعود، يتأمّل في صور الخلق ـ ظاهرها وباطنها ـ على امتداد الأكوان إلى حافّة المجهول الذي يداني المحال، يستشرف القدرة العلوية التي تهيمن على كلّ حركة وسكنة في الوجود، وتملك مصير الأحياء والأشياء، وتدبّر ـ بنواميسها المحكمة ـ شأن كلّ مرئي وخفيّ، في دنى المادة والروح، ممّا عسى أن تدرك كنهه المشاعر والألباب والأبصار، وممّا لن تحيط به علماً المشاعر والألباب والأبصار. وكانت «الحقيقة الواحدة» الأزلية الأبدية هي وحدها مجازه إلى ما يروم، كانت المحور الأول، بل الفرد الذي يدور حوله كلّ ما شغل به نفسه من تشيم وتأمّل وتفكير، كانت مثار انسياحه الروحي والعقلي والشعوري في الملكوت، كانت مناط الاستجلاء والاستشفاف والاستبصار. * * * النبأ العظيم ثم أسفرت عن السرّ الأيام. فمّما كادت الصغيرة النورانية تبلغ من عمرها الخامسة، أو تجاوزها إلاّ بقليل، حتّى عرفت النبأ العظيم، وكان النبأ كلمة، كلمة من الله، تنزّلت على أبيها في الغار، حملها إليه «الروح الأمين»، وكانت الكلمة: «اقرأ»، «اقرأ»، «اقرأ» ... (اقْرَأْ بِاسْمِ