من مواد البناء من أجل أن يتجدّد المسجد كلّه، وتتضاعف مساحته، من أجل هذا القطب من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله). * * * هذه الشخصية الكريمة من آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) لها في نفوس المؤمنين بمصر الشيء الكثير، فهي قد أنجبت الدرّة النفيسة من درر آل البيت على أرض الكنانة. وأقصد بها السيدة نفيسة التي أجمع المؤرّخون ـ ولم يختلف منهم أحد ـ على أنّها مدفونة في مسجدها في حي الخليفة بالقاهرة. والشخصية الكريمة بالطبع هي سيدي حسن الأنور ابن زيد الأبلج ابن حسن السبط ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). وهذه الشخصية النبوية الكريمة تعتبر من أهمّ شخصيات آل البيت في القرن الثاني الهجري، بل هي أهمّها جميعاً. إنّ سيدي حسن الأنور ـ رغم تلك الشذرات المتناثرة حوله من المخطوطات والكتب ـ من القلائل من آل البيت الذين لعبوا دوراً مهماً في العصر العباسي الأول. فقد كان والياً على المدينة المنوّرة، وهذه ـ كما أرى ـ تعتبر استثناءً لكلّ من يتتبّع تاريخ آل البيت بعد كربلاء وفي أيام الأمويّين، بل هي استثناءً كذلك في عهد العباسيّين، الذين سرعان ما تنكّروا لآل بيت النبي، وفعلوا مع أبناء عمومتهم ما فعله الأمويون من قبل، بل وأشرس ممّا فعلوا. وحتّى سيدي حسن الأنور الذي تولّى إمارة المدينة وعمره 67 سنة من قبل الخليفة أبي جعفر المنصور، وظلّ فيها حوالي ستّ سنوات من عام 150 إلى 155 هجرية، لم ينج من اضطهاد العباسيّين، رغم أنّه ـ كما تذكر بعض الكتب، ومنها ما جاء في ديوان ابن هرمة ـ دون بقية آل البيت، أول من لبس السواد شعار العباسيّين[521]; تأييداً لهم، وتدعيماً لقيام دولتهم، والسواد بالطبع جاء سنّة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)،