وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن الجدير بالذكر أنّ التدبير السياسي المذكور الذي ابتكره الخلفاء العباسيّون للتفريق بين المسلمين، وحذف مذهب الشيعة عن قائمة المذاهب الإسلاميّة إلى الأبد، استحكم بصبغهم السياسة بصبغة دينيّة، واستمراره أكثر من خمسمائة سنة، ولم يزل أثره باقياً في المسلمين حتى بعد انقراض الدولة العباسيّة أيضاً. فقد تسلّح به الخلفاء الترك ضدّ الشيعة، وضدّ الدولة الشيعيّة التي أسسها ألجايتو محمد خدابنده التاتار والدول الشيعيّة التي جاءت بعدها، واتّهموها بالخروج عن الإسلام، بل لا يزال أثره باقياً في إثارة الطوائف الإسلامية ضد الشيعة الإماميّة الجعفرية، وأصبح سدّاً منيعاً دون تأثير دعوة المصلحين إلى الوحدة الإسلاميّة في أوائل القرن الحاضر، وسعيهم في إزالة الفوارق «السياسيّة» المترسِّخة في نفوس المسلمين باسم المذهب والدين. وإلى هذا الموضوع المهم أشار المصلح الأكبر أستاذنا الإمام الشيخ عبد الكريم الزنجاني في كثير من خطبه، وأوضحه في خطابه الذي ارتجله في الحفلة التي اُقيمت له في مقرّ رابطة الشباب العربي العامّ في القاهرة[21]. نقتضب منها ما يأتي: «وهذا هو الذي استفزّ دُعاة الإصلاح وقادة الرأي في العالم الإسلامي منذ أوائل هذا القرن الهجري، فبذلوا كلّ جهودهم في سبيل الدعوة إلى الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب الإسلامية، ولكن كلّ ذلك لم ينتج ثمرةً يعتدّ بها، بل نجدها صفراً على الشمال بمقارنتها مع ما قام به المصلحون في سائر الأُمم. والسبب في ذلك أمران: الأوّل: أنّ الدعاية للاتّحاد في اُمتّنا العربيّة والإسلامية لاتزال ناقصةً، غير مأخوذة بأطرافها من جميع النواحي، فكلّ ما نسمعه ونطالعه في هذا الشأن محدود المسافة، لايذهب فيه الخطيب أو الكاتب إلى أكثر من وصف فضائل الوحدة