وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فكان أن أمر المنصور الإمام مالك بن أنس أن يكتب كتاباً للناس، فكتب الموطّأ، وأراد المنصور أن يحمل الناس على العمل بما في الموطّأ، فقال له مالك: «لا سبيل إلى ذلك يا أمير المؤمنين; لأنّ الصحابة افترقوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)، كلٌّ متبّع ما صحّ عنده، وكلّهم على هدى، وكلّهم يريدون وجه الله»، فعدل المنصور عمّا عزم عليه[18]. ولكنّه أضمر الشرّ للعلويين من أبناء فاطمة (عليها السلام)، لاسيّما جعفر الصادق (عليه السلام) إمام الشيعة الإماميّة; لعلمه بميل الناس اليه، واعتقادهم بأنّه أحقّ بالخلافة، فضيّق عليه وعلى شيعته بشدّة لا توصف، وقررَّ أنّ الانتساب إلى المذهب الجعفري جريمة سياسيّة وخروج عن الإسلام; لأنَّ الإسلام في نظره السياسي محصور في المذاهب الأربعة فقط!! وعلى أساس المنصور المبتني على نصب العداوة للعلويين عامّةً، وللإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ومذهبه الجعفريّ خاصّةً، سار كلّ من جاء بعده من الخلفاء العبّاسيين مدّة مديدة تزيد على خمسمائة سنة، فقرَّروا أنّ مذهب الجعفريّة والشيعة الإماميّة مخالف للسياسة العبّاسيّة، وأوجبوا الاهتمام بمناوأته وإبادته تحت ستار الدين، واتّخذوا من المذاهب الأربعة وسائل لتحقيق أغراضهم السياسيّة. وفي عهد المتوكّل العبّاسي[19] أمر رسميّاً بحصر المذاهب الإسلاميّة في الأربعة، وحمل الناس عليها جبراً، ومنعهم عن الانتساب إلى أيّ مذهب أو رأي سواها، وسدّ باب الاجتهاد على المذهب، وعند الضرورة يقتصر على الاجتهاد في المذهب