وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تاريخ الإمامية ومنعطفات الوحدة لا نرى حاجةً في أن نقيم دليلاً على أنّ السبب الوحيد لانحلال المسلمين وانحطاطهم هو تفرّق كلمتهم، وتباغضهم وتعاديهم، وسعي كلّ طائفة لتشهير غيرها وتكفيرهم، فإذا اعتقدت كفرهم لا محالة تسعى في هلاكهم وإبادتهم. وأقوى ظاهرة الاختلاف ما نراه بين السنّة والشيعة، فقد تباعدوا، وطال عليهم الأمد في هجر بعضهم لبعض، وتوالت على ذلك عصور ليست بالقليلة، فكان في الأمر متَّسع للأراجيف المختلفة، والتمويهات الكاذبة، والدعايات الفارغة الجوفاء، وأخذ كلٌّ منهما يعزو إلى أخيه أقوالاً أبعد في التصوّر ممّا كان يُشاع في الأساطير! كلُّ ذلك لعوامل سياسيّة خلقها بعض الملوك من الأمويّين والعباسيّين وغيرهم، وتأثّرت لها الأجيال، وتوارثها الأعقاب، فتفرَّقت شيعاً لأسباب أقلّ ما توصف به أنّها لا تثبت للنقد والتحليل، ولآراء فقهيّة اتّسع صدر التاريخ الإسلاميّ لألوف منها، نشرها أصحابها في مختلف الممالك الإسلامية، ولم يكن لها سوى مقارعة الحجّة بالحجّة، ومناهضة الدليل بالدليل، وليس فيها ما يدعو إلى إثارة حرب، أو سفك قطرة من دم، أو إلى تجريح أو تشهير أو تكفير، فإنّ الخلاف بين مذهب الشيعة والإماميّة وبين المذاهب السنّية لا تزيد على الخلاف بين هذه المذاهب الأربعة بعضها عن بعض. ولهذا الاختلاف مراحل في التاريخ ، ففي المرحلة الاُولى نشأ تفرّق صفوف