وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يبلغ ويرتفع لواؤه. إنّ هذا الموقف الخطير الذي سجّله الإسلام على أعدائه من أصحاب الديانات الأُخرى، وسلطات الأمم الكافرة، جعله يلتزم بقضية الجهاد، ويتمسّك بها للحفاظ على وجوده، وحماية أتباعه لدرء الخطر عنهم. فكان لابدّ من الاهتمام بصورة جدّية بهذه القضية في ظروف وأوضاع كتلك التي كان يواجهها. والجدير ذكره هنا أنّ المتأمّل في هذه المسألة يجد بوضوح أنّ جميع المؤشّرات تدلّ على أنّ الإسلام لم يشرّع الجهاد من أجل التوسعة وسلب خيرات الأُمم الباقية، أو لغرض طلب الاستعلاء في الأرض، والتحكّم في رقاب الشعوب، أو لهدف حماية طوائف على حساب أخرى.. أبداً، إنّما هي اتّهامات أطلقها أعداؤه من أجل النيل منه، ومحاولة جادّة لتشويه صورته الناصعة في أعين الشعوب المستضعفة. بل شرع الإسلام الجهاد في سبيل الله لتكون قاعدة ثابتة، الهدف منها إرساء أمر حضاري يتمثّل في إقامة السلام والأمن في العالم كلّه، فهو ـ في الواقع ـ وسيلة لإقرار السلام والمودّة بين الشعوب، وصيانة حقوقهم الإنسانية، وتحقيق العدل وإسعاد البشرية جمعاء. وقد وردت نصوص كثيرة في هذا السياق، تبرز أهداف الجهاد وغاياته، وحكمة تشريعه، وتظهر أيضاً آدابه وأقسامه وأنواعه، وطائفة ثالثة تفصّل في بيان أحكامه بدقّة كبيرة، لدرجة أن استفاد الفقهاء المسلمون منها في تصنيف الأحكام وتبويبها في هذا المجال، واستطاعوا أن يرصدوا كل صغيرة وكبيرة واردة في هذا السبيل. غير أنّ الباحث المتأمّل يجد أنّ هناك طائفة أيضاً من الأخبار الواردة عن النبي وأهل بيته (عليهم السلام) على اختلاف طرقها ورواتها باختلاف المذاهب الإسلامية، وهي مشتركة في اللفظ أو قريب منه في المعنى، ممّا يعطي طابعاً باتّفاق فقهاء المسلمين في أحكامهم تجاه هذه القضية. وأيضاً تفرز معطيات أُخرى نستلهم من خلالها مدى التقارب بين أعلام وفقهاء المذاهب الإسلامية على رغم تعدّدها تجاه إحدى المجالات التي طالما حظيت باهتمام المسلمين منذ صدر الإسلام وحتّى الآن. ومن هنا، فقد بادر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية من خلال مركزه العلمي