ورجليه الأرض، فلمّا أتيناه به قال علي:« شقّوا عنه، فإنّ فيه آية أُخرى». قال: فأُخذ قميصه فشقّ - و (كان) عليه قميص غليظ - فإذا الثدي الذي يلي اليد الضريرة كحبّة النابة ليس عليه سواد! وعلى اليد الصريرة سبع شعرات معقّفات كأنّهن الّتي تحرز بهن الإسكاف، قال: ثمّ مددّت الصريرة إلى منكبه، فما حال بيني وبينها عظم ! قال علي عند ذلك: «صدق الله، وبلّغ رسوله. إنّ رسول الله حدّثنا: أنّ قوماً يخرجون في آخر الزمان يقرؤن القرآن، لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة، يقتلهم أحد الطائفتين».[947] (808) بحار الأنوار: كتب معقل بن قيس إلى أمير المؤمنين: لعبد الله علي أمير المؤمنين من معقل بن قيس: سلام عليك، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد، فإنّا لقينا المارقين، وقد استظهروا علينا بالمشركين، فقتلنا منهم ناساً كثيراً، ولم نعد فيهم سيرتك، لم نقتل منهم مدبراً ولا أسيراً، ولم ندفّف منهم على جريح، وقد نصرك الله والمسلمين، والحمد لله ربّ العالمين. قال: فلمّا قدمت بالكتاب على علي ((عليه السلام)) قرأه على أصحابه واستشارهم في الرأي، فاجتمع رأي عامّتهم على قول واحد: قالوا: نرى أن تكتب إلى معقل بن قيس يتّبع آثارهم ولا يزال في طلبهم حتّى يقتلهم أو ينفيهم من أرض الإسلام، فإنّا لا نأمن أن يفسدوا عليك الناس. قال: فردّني إليه، وكتب معي: «أمّا بعد، فالحمد لله على تأييده أولياءه وخذله أعداءه، جزاك الله والمسلمين خيراً، فقد أحسنتم البلاء وقضيتم ما عليكم. فاسأل عن أخي بني ناجية، فإنّ بلغك أنّه استقرّ في بلد من البلدان فسر إليه حتّى تقتله أو تنفيه، فإنّه لم يزل للمسلمين عدوّاً وللفاسقين ولياً، والسلام».[948]