رسول الله (صلى الله عليه وآله) أغزى علياً (عليه السلام) في سرية، وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريته. فقال رجل من الأنصار لأخ له: اغز بنا في سرية علي لعلّنا نصيب خادماً أو دابّةً أو شيئاً نتبلّغ به ! فبلغ النبي (صلى الله عليه وآله) قوله، فقال: إنّما الأعمال بالنيّات، ولكلّ امرئ ما نوى، فمن غزا ابتغاء ما عند الله (عزّ وجلّ) فقد وقع أجره على الله (عزّ وجلّ)، ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالاً لم يكن له إلاّ ما نوى».[430] (355) الغارات: عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب علي (عليه السلام) فقال: «... ويقول الرجل: جاهدت، ولم يجاهد، إنّما الجهاد: اجتناب المحارم ومجاهدة العدوّ، وقد يقاتل أقوام فيحسنون القتال، ولايريدون إلاّ الذكر والأجر. وإنّ الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة، فيحمي من يعرف ومن لا يعرف، ويجبن بطبيعته من الجبن، فيسلّم أباه وأُمّه إلى العدوّ، وإنّما المثال حتف من الحتوف، وكلّ امرئ على ما قاتل عليه، وإنّ الكلب ليقاتل دون أهله».[431] (356) بحار الأنوار: الشهيد في منية المريد، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ أولى الناس أن يقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد، فأُتي به، فعرّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت، قال: كذبت، ولكنّك قاتلت ليقال: جريء، فقد قيل ذلك، ثمّ أُمر به، فسحب على وجهه حتّى أُلقي في النار،».[432] (357) بحار الأنوار: الشهيد في منية المريد، عن النبي (صلى الله عليه وآله): «إنّما الأعمال بالنيّات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى أمر دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».[433]