على الإمام وحده أن يأتي العدوّ مع الأُمّة فيجاهدهم. وأمّا الجهاد الذي هو سنّة فكلّ سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها، فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال; لأنّها إحياء سنّة. قال النبي (صلى الله عليه وآله): من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص أُجورهم شيء».[400] (327) الغارات: عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب علي (عليه السلام): «... ويقول الرجل: جاهدت، ولم يجاهد، إنّما الجهاد: اجتناب المحارم ومجاهدة العدوّ، وقد يقاتل أقوام فيحسنون القتال، ولا يريدون إلاّ الذكر والأجر، وإنّ الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة، فيحمي من يعرف ومن لا يعرف، ويجبن بطبيعته من الجبن، فيسلّم أباه وأُمّه إلى العدوّ، وإنّما المثال حتف من الحتوف، وكلّ امرئ على ما قاتل عليه، وإنّ الكلب ليقاتل دون أهله».[401] (328) فقه الرضا (عليه السلام): روي أنّ سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى بعض أصحابه منصرفاً من بعث كان بعثه فيه، وقد انصرف بشعثه وغبار سفره وسلاحه عليه يريد منزله، فقال (صلى الله عليه وآله): «انصرف من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر». فقيل له: أوَ جهاد فوق الجهاد بالسيف؟ قال: «نعم، جهاد المرء نفسه».[402] (329) تحف العقول: سُئل (الحسين (عليه السلام)) عن الجهاد: سنّة، أو فريضة؟ فقال (عليه السلام): «الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنّة لا يقام إلاّ مع فرض، وجهاد سنّة. فأمّا أحد الفرضين فجهاد الرجل نفسه».[403] (330) الخصال: عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) أنّه قال: