السماويّ يقوتها. أليس أنتم أفضل منهم؟ من منكم يهتمّ، فيقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ فلماذا تهتمّون باللباس؟».[711] 605 ـ وعنه (عليه السلام) أنّه قال لأصحابه: «بحقّ أقول لكم: أُعلّمكم لتعلموا، ولا أُعلّمكم لتعجبوا بأنفسكم. إنّكم لن تنالوا ما تريدون إلاّ بترك ما تشتهون. ولن تظفروا بما تأملون، إلاّ بالصبر على ما تكرهون. إيّاكم والنظرة، فانها تزرع في القلوب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة. طوبى لمن جعل بصره في قلبه، ولم يجعل قلبه في نظر عينه. لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبهم كهيئة عبيد الناس. إنّما الناس رجلان: مبتلىً ومعافىً، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية. يا بني إسرائيل، أما تستحيون من الله؟ إنّ أحدكم لا يسوغ له شرابه حتّى يصفّيه من القذى، ولا يبالي أن يبلغ أمثال الفيلة من الحرام. ألم تسمعوا أنّه قيل لكم في التوراة: صلوا أرحامكم، وكافئوا أرحامكم. وأنا أقول لكم: صلوا من قطعكم، واعطوا من منعكم، وأحسنوا إلى من أساء إليكم، وسلّموا على من سبّكم، وأنصفوا من خاصمكم، واعفوا عمّن ظلمكم، كما أنّكم تحبّون أن يعفى عن إساءتكم، فاعتبروا بعفو الله عنكم. ألا ترون أنّ شمسه أشرقت على الأبرار والفجّار منكم؟ وإنّ مطره ينزل على الصالحين والخاطئين منكم، فإن كنتم لا تحبّون إلاّ من أحبّكم، ولا تحسنون إلاّ إلى من أحسن إليكم، ولا تكافئون إلاّ من أعطاكم، فما فضلكم إذاً على غيركم؟ وقد يصنع هذا السفهاء الذين ليست عندهم فضول ولا لهم أحلام. ولكن إن أردتم أن تكونوا أحبّاء الله وأصفياء الله، فأحسنوا إلى من أساء إليكم، واعفوا عمّن ظلمكم، وسلّموا على من أعرض عنكم. اسمعوا قولي، واحفظوا وصيّتي، وارعوا عهدي، كيما تكونوا علماء فقهاء. بحقّ أقول لكم: إنّ قلوبكم بحيث تكون كنوزكم، ولذلك الناس يحبّون أموالهم،