إذن ! »([126]). وقد أسلم أبو سفيان وابنه معاوية عند فتح مكّة، وكان إسلام بيته أعسر إسلام عرف بعد فتحها. فكانت زوجه هند بنت عتبة([127]) تصيح في القوم بعد إسلامه: « اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه.. قبح من طليعة قوم.. هلاّ قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ! »([128]). * * * وظلّ أبو سفيان إلى ما بعد إسلامه زمناً يحسب غلبة الإسلام غلبة عليه، فنظر إلى النبي مرّة وهو بالمسجد نظرة الحائر المتعجّب وهو يقول لنفسه: « ليت شعري بأيّ شيء غلبني ! »، فلم يخف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معنى هذه النظرة، وأقبل عليه حتّى ضرب يده بين كتفيه، وقال له: « بالله غلبتك يا أبا سفيان ! »([129]). وكان في غزوة حنين يشهد هزيمة المسلمين الأُولى، فيقول: « ما أراهم يقفون دون البحر ! »([130]).