وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبالطبع هناك ـ كما قيل ـ عوامل أُخرى لتقديس النهضة مثل: كونها في ظل عدم توازن القوى بين طرفي الصراع، وفقد التجهيزات الماديّة الظاهريّة للقائمين عليها. هذا كلّه في مسألة عوامل تقديس الثورات بصورة عامّة، وأمّا بخصوص قدسيّة الحركة الحسينيّة فإنّها ترجع إلى ثلاث علل: أوّلها: قدسيّة وسمو ورفعة الهدف الذي من أجله قام الحسين (عليه السلام)، حيث الهدف المنشود هو الوصول إلى الحقيقة وليس كسب المنفعة. وبديهي القول هنا: إنّ من يقوم طلباً للحصول على المعاش أو للوصول إلى الثروة أو السلطة أو اكتساب الجلال والعظمة، فإنّ قيامه هذا لا يعدّ قياماً مقدّساً، فمثل هذا القيام وهذه الحركات تكون محكومة بقوانين التجارة والمعاملات، وقد تأتي بالنفع على أصحابها مرّة وقد تأتي بالضرر، وليس مهمّاً إن كانت مربحة أو خاسرة، ذلك أنّ مثل هذه الحركات حركات تدور حول محاور الأشخاص والمنافع الشخصيّة، ولهذا فهي حركات لا قيمة لها من الناحية الكلّية والشمولية. فحين يكون النضال غير شخصي بل هو إعلان حرب ضدّ الفساد والظلم والجهل والضلال والاستبداد فإنّه سيكون صورة من صور تبلور روح تقديس الحقيقة لدى البشريّة وصفحة من صفحات نظالها ضدّ الأنانيّة والذاتيّة. وبعبارة أُخرى: فإنّ أحد وجوه قداسة النهضة يرتبط بنوع المعاناة ونوع الآمال التي يحملها صاحب تلك النهضة ورائدها.