فقيل له: إنّه مريض لا يبرح داره.. وكان يتعلّل بالمرض تجنّباً للقائه والسلام عليه. فذهب عبيد الله إليه يعوده ويتلطّف إليه، وجاء في بعض الروايات: أنّه قد أُشير على مسلم بن عقيل بقتله وهو في بيت هانئ، فأبى أن يغتاله وهو آمن في بيت مريض يعوده([325]). وقال ابن كثير ما فحواه: إنّهم أشاروا على مسلم بن عقيل بقتله وهو في دار شريك بن الأعور، وقد علم شريك أنّ عبيد الله سيعوده، فبعث إلى هانئ بن عروة يقول له: « ابعث مسلم بن عقيل في داري ; ليقتل عبيد الله إذا جاء يعودني ».. فتحيّن مسلم عن قتله، وسأله شريك: « ما منعك أن تقتله ؟ » قال: « بلغني حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن([326])، وكرهت أن أقتله في بيتك »، قال شريك: « أمّا لو قتلته لجلست في الثغر لا يستعدي به أحد، ولكفيتك أمر البصرة، ولكنت تقتله ظالماً فاجراً ». ثمّ مات شريك بعد ثلاثة أيام([327]). * * * وتضطرب الأقاويل في وقائع هذه الأيام ; لتلاحقها وكثرتها وكثرة رواتها والعاملين فيها.. ولكنّ الشائع من تلك الأقاويل ينبئنا عن عنت