ومن هذا القبيل عمر بن سعد بن أبي وقّاص الذي أطاع عبيد الله بن زياد في وقعة كربلاء، ولم يعدل بتلك الوقعة عن نهايتها المشؤومة، وقد كان العدول بها عن تلك النهاية في يديه. فقد أغرى عمر بن سعد بولاية الري([301])، وهي درّة التاج في ملك الأكاسرة الأقدمين. وكان يتطلع إليها منذ فتحها أبوه([302]) القائد النبيل العزوف. وينسب إليه أنّه قال ـ وهو يراود نفسه على مقاتلة الحسين ـ: فوالله ما أدري وإنّي لحائر *** أفكّر في أمري على خطرين أأترك ملك الري والري منيتي *** أم أرجع مأثوماً بقتل حسين وفي قتله النار التي ليس دونها *** حجاب، وملك الري قرّة عيني([303]) فإن لم تكن هذه الأبيات من لسانه فهي ولا شكّ من لسان حاله ; لأنّها تسجّل الواقع الذي لا شبهة فيه. * * * ومن الواقع الذي لا شبهة فيه أيضاً أنّ عمر بن سعد هذا لم يخل من