مع المشاكل الحاضرة. وبقيام المجددين الإسلاميين ضد المفهوم الأوربي «للأمة» «والقومية» الذي بث الخلاف بين الجماعة الإسلامية، فإنهم وقفوا موقف المعارضة من «المستغربين» «والعلمانيين». وهكذا دفع الإمام الشيخ محمد عبده بمسيرة الإصلاح التي بدأها السيد جمال الدين فدافع بقوة عن حقوق الشعب، ضد الملكية المستبدة، وتحرير المرأة وتعليمها. ورغم أن منهج الإمام محمد عبده انطلق سلفياً فإن دعوته إلى تحرير المرأة ليس غربيا إنّما هو من صميم الإسلام. لذلك كانت السلفية لديه القراءة الجديدة للإسلام التي تنحى دونها قيود الأعراف والتقاليد ثم تخلطها بالإسلام مع تقادم العهد وتلك غشاوة تمنع الرؤية إلى الجديد وكان الجدل الديني الذي احتدم حول تحرير المرأة بين الأزهر والمفكرين الإصلاحيين من المصلحين والمحافظين قد فتح لسواد الشعب الاشتراك في تلك القضية فأحيا فيه هياجة الحماس طريق العنف والثورة وذلك من أجل تشويه مذهب الإمام ومن يلوذ بآرائه. وكانت غاية الإصلاح السلفي أن يجعل الجماعة الإسلامية عصرية ولكن دون أن يلحق الأذى بالروح الإسلامية. وكان التركيز على هوية الجماعة الإسلامية مما لفت نظر المصلحين في العالم الإسلامي، وتشكّلت مدارس الإصلاح وكان من أبرز المدارس الإصلاحية في الوسط الإسلامي. 3- المصلحون الهنود (السير) أحمد خان وجامعة عليكرة كان الوسط الإسلامي الثقافي الهندي يتميز بالتقوى الإسلامية والمحافظة على هويته الإسلامية، وبسبب الاحتلال البريطاني رفض الوسط الثقافي الهندي الاندماج في الحضارة الغربية وكره الاحتلال البريطاني رغم أن مسلمي الهند كانوا أقرب إلى أوربا منهم لأي شعب إسلامي آخر. واقتفوا منهج الإمام محمد عبده الحر المستنير الذي ينطلق من ركيزتين: * القرآن والسنة. * الاجتهاد المثقف بثقافة العصر.