وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وحين يقول مالك بن نبي أن الفكرة الدينية هي وراء تفاعل الإنسان والتراب الوقت، فإنما أراد من الدين الطاقة الروحية التي تدفع الإنسان نحو الحركة التكاملية، وهذه الطاقة الروحية مستمدة من المثل الأعلى المطلق الذي يدعو إليه الدين ثم الشوائب التي تحدث عنها ابن نبي في المرحلة التالية هي نفسها الآلهة المزيفة التي تتعملق على طريق حركة المجموعة البشرية وتصدها عن الحركة، ولكن ليس من الضروري أن تنتهي هذه المرحلة إل السقوط إلا إذا فقدت الأُمة مقومات العودة إلى مثلها الأعلى الحق، كما حدث للأمة الإسلامية حين استشري فيها الفساد الذي يشرحه ابن خلدون عند حديثه عن أسباب سقوط الأمم، وحين خلت الساحة من القادة المبدئيين. وفكرة التعاقب الدوري للحضارات لابن خلدون تتحدث عن (عصبية) تدفع الأمم إلى الحركة. والعصبية طموح لتحقيق قيمة من القيم تتمثل في الغلبة أو القوة والدفاع عن الكرامة أو تحصيل العزة أو الاعتراف بالوجود، وكلها من إفرازات المثل الأعلى ، فتبقى فكرة الثمل الأعلى أو (الإله) تمثل نقطة البدء في الحركة التاريخية الحضارية. كما أن مواجهة التحدي في نظرية توينبي هي نفسها السعي للاعتراف بالوجود، وهذه أيضاً تمثل قيمة من قيم المثل الأعلى. مما تقدم نعتقد أننا نستطيع الجمع بين معظم آراء علماء فلسفة التاريخ المسلمين وغير المسلمين وبين النظرية القرآنية كما رآها السيد الصدر، بأن الدافع الأول لحركة الفرد والجماعية هو (العزة)، لأن الإنسان مفطور على أن يكدح إلى ربه العزيز. وبقدر ماكان في الجماعة البشرية من إحساس بالعزة أكثر كانت قدرتها على الحركة على الساحة التاريخية وصنع الحضارة أكثر، وتهبط هذه الحركة مع ضمور الإحساس بالعزة، وتتوقف حركتها حين تمنى بالذل. من هنا كانت مهمة الأنبياء والمصلحين بث الشعور في نفوس