وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- إذا كان التيموس هو المحرك للجماعات البشرية في رأي أفلاطون وهيغل مدفوعة بنزعة (الاعتراف بالوجود) فالمحرك في رأي السيد الصدر هو (المثل الأعلى ) أو (الإله) بالتعبيرات القرآنية. (نفخة) رب العالمين تدفع الإنسان لأن يسير نحو المثل الأعلى المطلق سبحانه، وهذا السير يعني التخلق بأخلاق الله من عزة، وكرامة، وعلم، وعدل، وسلام، وقوة، وانتقام من الجبارين، ورحمة، وجمال، وسائر صفات الله([98]). فالاعتراف بالوجود (وأسميه العزة) أو تحقيق الكرامة هي من المحفزات الفطرية في نفس الإنسان تدفعه لأن يحقق كماله المنشود على ظهر الأرض، نتيجة لدافع فطري في وجوده يدفعه للسير نحو المثل الأعلى المطلق وهو الله سبحانه. وهذا هو الذي يسميه ابن خلدون (العصبية) ويسميه مالك بن نبي (المركب الحضاري) ومن هنا نفهم دور الدين في تفعيل هذا المركب، لأن النبي يركز على الدعوة إلى المثل الأعلى الحق. المثل الأعلى أولا الإله الذي يدعو إليه الأنبياء هو المثل الأعلى الحق ويتميز عن بقية المثل العليا بأنه يحدث في المسيرة البشرية تغييرين: كمي ويكفي. فالكمي هو أن يجعل الإنسان على طريق غير متناه من التطور والنمو والإبداع، ويزيل من الطريق كل الموانع والأصنام والأقزام المتصنمة([99]). لذلك لا توجد نهاية للتاريخ، بل هو سيرورة مستمرة. أما الكيفي: فهو إعطاء الشعور بالمسؤولية الموضوعية لدى الإنسان المؤمن بهذا المثل الأعلى. والإنسان السائر على طريق المثل الأخرى سوف يتحلل من كل ما تفرزه هذه المثل من قوانين وأخلاق وعادات لأنها إفراز بشري، ولا تخلق شعوراً موضوعياً بالمسؤولية. وهذا الشعور