وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الكريم … والسنة النبوية المطهرة، كما تتضمن المصادر التي تكفل لها النمو، والتطور الدائمين كي تتلائم مع عنصري الزمان، والمكان، … وهي تهدف ـ كما نعلم ـ إلى إيجاد تنظيم يشمل المعمورة وشعوبها على أساس أخلاقي يتميز بالسمو والامتياز مما لم يتسن لأحكام القانون الدولي بلوغه حتى الآن. ومن الجدير بالذكر أن الأحكام الإسلامية لم تكن غايتها على الإطلاق ان تنظيم مجتمعاً مغلقاً، بل إن أحكام الإسلام تهدف أساساً إلى تنظيم العلاقات في مجتمع مفتوح الأبواب، يشمل كل شعوب الأرض دون تمييز … يضاف إلى ذلك أنها تهدف إلى إيجاد تنظيم للجماعة الإنسانية كلها على أساس العدل والشورى، والمساواة في ظل حياة كريمة يسودها الأمن والاستقرار…).([150]) إن الحديث عن خصائص القانون الدولي في الإسلام واسع جداً يضيق استيفاء الحديث عنه هنا، فضلاً عن المقارنة والمقابلة، وما اشتمل عليه من تسامح، ومعان أخلاقية وإنسانية رفيعة. ما من شك أن قانون العلاقات الدولي في الإسلام مصدر عز وفخار، ورفعة للمسلمين، يتضاعف الشعور به لو كان المسلمون في موطن القوة والغلبة بين القوى العالمية؛ فإن تطبيق الشريعة الإسلامية في المحيط الدولي يتطلب عزاً، وكرامة، وهيبة، والهيبة اليوم للقوي المتسلح بسلاح العلم، والتقدم فكراً، وامتلاكه إمكانات مادية، وقوى بشرية واعية، فإذا ما توافر هذا للأمة الإسلامية، ووحدت صفوفها، ومواقفها حينئذ يكون لمبادئها، وقيمها المتسامحة، المرنة حق الفخر والاعتزاز على الأمم بماض مجيد، وحاضر مشرف، ومن ثم يكون أثره الكبير في التأثير على الوسط الدولي، بدون ذلك فإن التحدث عن تلك القيم هو ضرب من التغني بالماضي وأمجاده، لا مكان له اليوم في القاموس الحضاري الحديث؛ إذ لا يغني هذا عن واقع مهزوم، وروح متقاعسة عن اللحاق الجاد للأمم المتقدمة.([151])